الكاف (الشروق) «الكاف» أو «سيكافينيريا» نسبة لفينوس الهة الحب والجمال تمثل نموذجا طريفا للمدينة الجبلية ذات الخصائص الطبيعية المتميزة، وهي تحتفظ بخصائص معمارية كبيرة تعود إلى تعاقب الحضارات أين تكونت مرافق الاستحمام والترفيه من القصبة الحسينية التي تقع في مرتفع وتتألف من قلعة كبيرة بناها محمد باشا المرادي سنة 1679 إلى «البازليك» وكنيسة دار القوس ومقر البعثة اليهودية بالإضافة إلى عديد الزوايا والمواقع الطبيعية مثل راس العين وحي الدير. وإن حافظت المدينة على معالمها إلا أنها انصهرت في الشكل الحضاري والمعماري الحديث بالمحافظة على التقسيم الترابي بين الأحياء القديمة مثل المدينة العتيقة والأحياء العصرية والشعبية التي يشقها شارع رئيسي من حي الدير وهو المدخل القديم لمدينة الكاف من العاصمة عبر مرتفع الدير مرورا ببنعنين ورأس العين وصولا إلى دار المراقب (مقر الولاية حاليا) ودار القايد أين يتجمع الحكام وسط المدينة حسب ما وصفته منجية الهذيلي (عمرها 90 سنة). وكان هذا الشارع يسمى بصف اليهود أين يتم بيع المصوغ والألات الفلاحية المستعملة انذاك ومربط الخيل (فندق بنزواري) مع محلات لبيع التوابل والمواد الغذائية والخضر بجانب الموقع الحالي لحديقة «لاقروت» تحت أشجار التوت التي تم قطعها في السبعينات، أما الميزة الأساسية لهذا الشارع فقد كان يمثل المحطة الرئيسية للتحركات العسكرية للمستعمر الفرنسي أين كانت تمر الدبابات والسيارات العسكرية إلى أن أطلق عليه اسم شارع الحبيب بورقيبة بعد الاستقلال. وعندها أصبحت تتجول فيه المرأة بارتداء السفساري خلال الليل والاستحمام في حمام بنعنين الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 400 سنة وهو لا يزال يحافظ على رونقه ونظافته إلى اليوم. هذا الشارع الطويل يمثل مركزا للحركية التجارية بمدينة الكاف وذلك بانتصاب مجموعة من المقاهي بعد أن غيرت في شكلها لتحاكي المقاهي السياحية ومحطة النقل الريفي والتاكسي مع ازدحام في المحلات التجارية حول هذا الشارع لما فيه من مورد رزق يومي لأهالي الجهة وغيرهم.