تونس (الشروق): تقع مدينة أريانة شمال غربي مدينة تونس العاصمة وتستمدّ تسميتها الحاليّة من قبيلة أباضيّة قادمة من مدينة «الريّان» اليمنيّة وتمتدّ جذورها التاريخيّة للقرن الثالث هجري وسكنها «القرويون» الأوائل في في القرون الوسطى إضافة الى الأصليّين والأندلسيّين في القرن السّابع عشر إضافة إلى الجاليّة المغاربيّة واليهوديّة في القرن الثامن عشر. وتوافد التونسيُون للاستقرار بالمدينة مع بداية القرن التاسع عشر وخلّفت هذه «الملل» الكثير من شواهد العراقة الحضاريّة. وتشتهر مدينة أريانة الحديثة بتقاليد تبجيل الورود غراسة وزينة وتقطيرا واحتفاء من خلال تنظيم مهرجان سنوي لعيد الورد تقدم خلاله شذرات من العادات والتقاليد. وعلى مستوى تسمية الشوارع والانهج بالمدينة تبرز عدّة تسميّات تقترن برموز الحركة الوطنيّة على غرار شوارع الحبيب بورقيبة - علي بلهوان - الطيب المهيري وغيرها والتي تتقاطع متجمّعة مع شارع فرحات حشاد الذي يرتبط بنهج الإكليل وتفرّعاته الأخرى واطلالته على الحي الإداري بمختلف مكوّناته المؤسّساتيّة. وتسمية شارع فرحات حشاد لها دلالة تاريخيّة ترتكز أساسا على إعلاء هامة هذا الزّعيم المؤسّس الذي ولد يوم 2 فيفري 1914 واستشهد غدرا يوم 5 ديسمبر 1952 واشتهر الزّعيم الشهيد طيلة حياته بالمثابرة والانضباط والأمانة وطيب المجلس ودقة الانصات والقدرة على الاتصال والتواصل والخطابة النافعة في وسطه الاجتماعي والمجتمعي وكذلك في مسيرته المهنيّة والنقابيّة القياديّة التي طبعها بالفكر النقيّ منهجا وأسلوبا والذي وظفه لمقاومة الاستعمار الفرنسي. وعلى اثر تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل قدّم حشّاد اضافات نوعيّة ساهمت في اشعاع الحركة الوطنيّة بتونس كقوّة ثوريّة تكافح لأجل غرس ثوابت وقيم إنسانيّة راقية. وعاشا فرحات حشاد صوتا مناصرا للحق وفضائله في كل التجمعات النقابيّة الوطنيّة والدوليّة ممّا جعله زعيما حيّا في الذاكرة العماليّة في الداخل والخارج ومصدر فخر للتونسيّين.