مكتب نابل (الشروق) يسجّل مشموم الياسمين أو الفلّ حضوره في ليالي مدينة نابل، فأهالي المدينة وزوارها يحتفون بهذه الزهرة العبقة خلال سهراتهم. ولصناعة مشموم الياسمين أو الفل تقاليد ومراحل يمرّ بها قبل أن تمسكه أيادي عشاق هذه الزهرة العطرة، حيث تحصد زهرات الياسمين قبل تفتّحها و غالبا يتم قطف زهرات الياسمين أو الفل في الصباح الباكر، ثم تصفف على أعواد رقيقة من نبتة الحلفاء ثم يجمع عدد من هذه الأعواد التي تعلوها زهرة ياسمين أو فل في باقة واحدة وتحاط بخيط أبيض رقيق مكونة المشموم، ويرتبط حجم المشموم بعدد الأعواد المستعملة فكلما زاد عدد الأعواد صار المشموم أكبر وتلقى هذه النوعية إقبالا كبيرا من قبل المتزوجين حديثا. وللمشموم حرفاء في كل مكان حيث يتولى عدد من الشبان والأطفال بيع المشموم على الشواطئ و في الفضاءات العامة و داخل قاعات الأفراح. ويتفنن الصناع في إضفاء مسحة جمالية على «المشاميم» بألوان زاهية بما يجعل منها أكثر جاذبية. فيضع البعض في قلب الباقة زهوراً مختلفة الألوان ويزينها آخرون بمواد تطريز تستخدم غالباً في صناعة لباس العروس مثل «العدس» و»الدنتيل» وغيرهما وهناك من يرسم بهذه المواد عبارات تهان وأسماء العروسين كل بحسب ذوقه واجتهاداته. وتشغّل هذه الحرفة مئات العائلات في الصيف ويقبل الكثير من الهواة في السنوات الأخيرة على صناعة وبيع «المشموم» لملء أوقات الفراغ، كما يمتهن هذه الحرفة التلاميذ والطلبة لتحصيل مصروف الجيب وتوفير مستلزمات العودة المدرسية. كما أنها تمثل مورد رزق مهم لعدد من العائلات، التي تعمل في هذه التجارة المربحة رغم موسميتها.