توسّعت دائرة المواجهات العسكرية العنيفة بين قوات المشير خليفة حفتر وميليشيات حكومة الوفاق لتشمل مناطق جديدة وسط تقدم لقوات حفتر الذي يسعى الى حسم معركة طرابلس. طرابلس (وكالات) وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات العنيفة تجددت بمنطقة عين زارة جنوب العاصمة طرابلس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات المسلحة. وأكدت المصادر أن الاشتباكات بعين زارة تسمع بوضوح في منطقة الغرارات. ونوّهت المصادر إلى أن قوات الجيش الوطني تسجل تقدماً ملحوظاً في محور عين زارة. وتسيطر على مواقع جديدة. وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة سيطرت على الاربعة شوارع. وانتقلت المواجهة العسكرية في أطراف العاصمة الليبية، طرابلس، إلى مرحلة «القواعد الخلفية» بين قوات الجيش الوطني، والمجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وميليشيات من مدينة مصراتة. ومع الانتقال إلى تبادل ضرب خطوط الإمداد الرئيسية، أرجع تقرير لوكالة «فرانس برس» سلّط الضوء على نتائج المعركة، سبب الانتقال الى هذه المرحلة إلى محاولة عرقلة خطوط التموين والإمداد، لحسم المواجهات الدائرة منذ الرابع من أفريل الماضي. وتدل الوقائع العسكرية على الأرض أن قوات الجيش الوطني لا تزال تحافظ على مواقعها جنوبطرابلس. لكنها تحاول إحراز أيّ تقدم ملموس بوسط العاصمة. في حين فشلت قوات الوفاق والمليشيات المسلحة في استعادة ما خسرته.لكنها لا تزال متمسكة بقلب العاصمة. وأمام هذه المعطيات انتقل الطرفان من حشد القوات على مقربة من العاصمة إلى تبادل ضرب القواعد الخلفية ومراكز الإمداد. واعتبر خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الليبية في حديث ل»فرانس برس» امس، أن «عجز الطرفين عن تحقيق تقدم عسكري يقربهما من حسم معركة طرابلس، جعلهما يفكران مليًا في أهمية تطبيق تكتيك عسكري من نوع آخر، يتمثل في مهاجمة القواعد الخلفية التي تمثل مراكز إمداد وتموين ونقاطًا رئيسية تنطلق منها التعزيزات». وفيما تمثل الجفرة ومصراتة قواعد الإمداد الرئيسية للطرفين، قال المنتصر إنّ «ملامح التكتيك ظهرت جلية الأسبوع الماضي، عند بدء قوات الوفاق مهاجمة الجفرة بشكل مكثف لاعتماد قوات الجيش عليها بشكل كلي لتعزيز وجوده غربًا». وهو الأمر نفسه بالنسبة الى غارات قوات الجيش على مواقع في مصراتة. وكثف الطرفان منذ أيام الغارات الجوية عبر المقاتلات الحربية والطائرات المسيّرة لقصف الجفرة وسط ليبيا، ومصراتة (200 كلم) شرق طرابلس. ومن جهة أخرى قال الجيش الليبي،إن دفاعاته الجوية تمكنت من إسقاط طائرة تركية مسيرة، في منطقة العزيزية بضواحي العاصمة طرابلس. وأوضح المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، في بيان، أنه تم إسقاط طائرة تركيّة مسيّرة مخصصة للاستطلاع والتصوير، عندما كانت متجهة إلى منطقة العزيزية الواقعة جنوب العاصمة طرابلس. ومنذ إطلاق العملية العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في الرابع من شهر أفريل الماضي، تمكنت دفاعات الجيش الليبي من إسقاط ما يقارب من 10 طائرات تركية مسيّرة، كانت تستخدم في توفير غطاء جويّ لتقدم قوات الوفاق.كما نجحت قوات الجيش في تدمير غرفة التحكم الرئيسية بالطائرات المسيرة في مطار معيتيقة الدولي. ويتهم الجيش الليبي، تركيا، بقيادة المعارك في المنطقة الغربية لصالح الميليشيات المسلحة المدعومة من حكومة الوفاق، عن طريق دعمها بالأسلحة والمعدات العسكرية وكذلك الطائرات المسيرة.