من يقول تاريخ جندوبة خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين لا بد أن يعرج على شخصية الشيخ العلامة مصباح بن عبد الإينوبلي . شيخنا الجليل مصباح الإينوبلي الذي ولد في 05 جوان 1911 وتوفي في 23 جويلية 2004 هو زيتوني بامتياز تتلمذ على شيوخ بررة لعل أشهرهم الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وقد حفظ القرآن الكريم في سنة ونصف ليلتحق بالجامع الأعظم سنة 1925 أين تحصل على شهادة التطويع . هو مفرد في صيغة الجمع بصم بأنامله وأفعاله وأقواله تاريخ الجهة فكان أول من أسس مدرسة قرآنية ومن مؤسسي الحركة النقابية بالجهة ورمزا من رموز الحركة الوطنية والتحرر من الإستعمار الفرنسي كذلك وقف بشموخه وعلمه في وجه المستعمر وصنع من ضعف أبناء الجهة قوة فآوى بدفء بصيرته وجاهه المناضلينفكان نعم الراعي ونعم الصدر الحنون ولكن جهوده في نفع البلاد والعباد لم تقتصر على الجهة بل كان مساندا وداعيا للحركة الوطنية الجزائرية زمن الاستعمار الفرنسي (جبهة التحرير الوطني) بماله ونصحه وكذلك المساند والداعم لأبناء بلده من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فكان مدرسة في العلم والفقه وقد تتلمذت على يده عديد الأجيال التي مازالت تذكر إلى اليوم كم كان رؤوفا رحيما لا يبخل بتقديم العلم والحث على طلبه ولم ينل من متاع الدنيا التي تكالب عليها البعض من معاصريه غير كلمة طيبة بقي صداها يرن في الآذان إلى اليوم «رحم الله سيدي مصباح لقد كنت فعلا المعلم الذي كاد أن يكون رسولا».