في تونس وزارة التعليم العالي غير معنية تماما بهجرة الأدمغة وهجرة الجامعيين وهجرة الطلبة المتفوقين. في كل عام تتبجح وزارة التعليم العالي بمجهودها الكبير في توفير مقاعد للطلبة التونسيين المتفوقين للدراسة بالخارج وهي تعلم ان اغلب هؤلاء أو كلهم يغادرون ولا يعودون الى تونس. آلاف الطلبة يغادرون تونس سنويا بعد حصولهم على الباكالوريا عدد منهم يغادر من تلقاء نفسه وعدد كبير يغادر بدفع من وزارة التعليم العالي بدعوة الدراسة في الجامعات الغربية لكن الوزارة لا تشترط على الطلبة الذين يدرسون في الجامعات الأجنبية ضمن البعثات الرسمية العودة الى تونس والمساهمة في نهضتها وتقدمها. وزارة التعليم العالي اخر اهتماماتها هجرة الأدمغة وهجرة الاف الطلاب سنويا. هناك احصائيات تؤكد الآن ان المستشفيات الأوروبية تعج بالأطباء التونسيين في حين مستشفياتنا بحاجة الى الأطباء ومرضانا ينتظرون اكثر من عام للقيام بعملية جراحية. السنوات الاخيرة سجلت هجرة الاف المهندسين والجامعيين والباحثين ووزارة التعليم العالي غائبة وغير معنية بهذه القضية. الحكومة أيضا لم تضع برامج لتفادي هجرة الأدمغة وأيضا هجرة الاف الطلبة ليس فقط المتفوقين بل حتى الطلبة العاديين الذين اضطروا لمغادرة تونس بعد ان كانوا ضحايا لنظام التوجيه الجامعي الذي يعتبر من أسفل أنظمة التوجيه في العالم وفي كل عام يخلف الاف الضحايا الذين يضطرون الى مغادرة الوطن أو يلتحقون بالجامعات الخاصة رغم فقرهم وضعف إمكانياتهم المادية. ستستيقظ تونس في السنوات القليلة القادمة لتجد جامعاتها دون مدرسين وطلبة ومستشفياتها دون أطباء ومصانعها دون فنيين ومهندسين بعد ان غادر الجميع تونس ووزراة التعليم العالي تواصل سباتها وعدم مبالاتها بأية قضية. هجرة الأدمغة وهجرة الاف الطلبة بجب ان تتحول الى قضية وطنية ويجب ايجاد الحلول لها وعلى وزارة التعليم العالي ان تراجع سياستها وبرامجها بشأن هذا الهروب الكبير. سفيان الأسود