تونس (الشروق): تبقى لتسمية الشوارع والأنهج بالمدن والقرى توجها أهميته الحضارية والتاريخية وأبعاده الثقافية ضمن قاعدة الاعتزاز والوفاء للأمجاد الخالدة حفظا وتذكيرا بالتفردات الوطنية والعالمية. وضمن هذه المقاصد المختصرة تتنوع وتتعدد دلالات تسمية الشوارع والأنهج بتونس وترتقي إلى فسيفساء يعكس رفعة مكانة المدينة وإرتباطها بالإشعاع العالمي وإنصهارها في منظومة العلاقات «الخارجية» لبلادنا. ومن بين الأنهج الشهيرة بتونس العاصمة «نهج الجزائر» الذي تتقاطع مداخله ومخارجه مع نهجي جمال عبد الناصر وشارع باب الجديد وتتفرع عنه أنهج الجزيرة- شارل ديغول – سيدي البشير والمغرب وغيرها. وتعتبر تسمية نهج بإسم الجزائر منذ عشرينات خلت على خريطة المثال العمراني لمدينة تونس دلالة على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين منذ القدم في كثير من المحطات المشتركة وتكريم بعنوان الوفاء لنوعية العلاقات التي شهدت تطورا رفيعا على المستوى الرسمي والشعبي على حد السواء وزاد توهجها بعد الثورة التونسية بوقوف الأشقاء إلى جانب تونس في منحنتها الإقتصادية خصوصا وتفرعت هذه العلاقات إلى أخرى إجتماعية من خلال تعدد زيجات المصاهرة وإختيار الجزائريينلتونس كوجهة سياحية أولى لما وجدوه من احتضان وتبجيل وأمان. وبرز تلاحم الأشقاء في أبهى مظاهره خلال الفرحة الكبرى بإحراز «ثعالب» الصحراء على كأس أمم إفريقيا الأخيرة. هذا ويبقى نهج الجزائر ممرا نشيطا لوسائل النقل ولسير المترجلين وكل له وجهته وكذلك فضاء تجاريا وخدماتيا متنوع الاختصاصات المهنية والحرفية والانتصاب على امتداد جوانب معبد النهج. هذا ويعتبر النهج مدخلا لعديد الشوارع والأنهج التي يتلاقى معها في الحركية التجارية وغيرها من الأنشطة.