كلما ذكر جبل «التوباد، تداعى للفكرة والخيال القصة الشهيرة التي أصبحت من روائع القصص والحكايات التي تدرس في المدارس وتروى في المجالس الأدبية وتشكل حضورها البارز عند الحديث عن «الحب والزواج... إنها قصة قيس وليلى». يعتبر جبل التوباد في محافظة الأفلاج (350 كلم) جنوب مدينة الرياض من المعالم السياحية والأثرية البارزة في المملكة نظرا لارتباط الجبل ب(قيس وليلى) وبكل التفاصيل والتي تناولتها كثير من المقالات والروايات وجسدتها الأفلام السينمائية والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية. غار قيس وليد يقع جبل التوباد داخل قرية الغيل والتي سكنتها قديما قبل ما يفوق الألف عام قبيلة بني عامر التي ينتمي لها قيس بن الملوّح وليلى العامرية ويقع بوسط جبل التوباد غار يسمى (غار قيس وليلى) وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار ويقال إن قيس وليلى يجلسان فيه ويتبادلان الشعر والغزل وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوّح المشهورة تخليدا للقصة المشهورة عندما مر بجبل التوباد، وتذكر بنت عمه ليلى العامرية والأيام الجميلة التي قضياها معا عندما كانا صغيرين يرعيان الغنم على سفوح جبل التوباد بعد أن حرم من رؤيتها وزواجها. شوقي.. التوباد.. ومجنون ليلى تعد «مجنون ليلى» أولى مسرحياته التي اتخذت مادتها الأولية من التاريخ العربي، وقد أدارها حول قصة الشاعر قيس بن الملوّح وحبه لليلى. هذه القصة التي حفتها بعض الأساطير، ولكنها كانت وماتزال من أروع صور هذا الحب العذري الذي اشتهر في بوادي نجد والحجاز أيام العصر الأموي. قدم شوقي قصة «مجنون ليلى» في خمسة فصول، منها وقوف العاشق المحروم من حبه جبل التوباد لينشد شعرا يستحضر فيه حبه الضائع، ويناجي طيفها والذكريات والحنين فكان قصيد «جبل التوباد» الذي صاغ لحنه الصوت العربي الخالد محمد عبد الوهاب ليكون واحدا من أشهر القصائد التي أثرى بها مسيرته الإبداعية الطربية الاستثنائية. والجدير بالملاحظة أن مسرحية «مجنون ليلى» ظهرت في ثلاثينات القرن الماضي وقد عمل محمد عبد الوهاب على تلحين عدد من قصائدها وقدمها في أغنيات مستقلة عن الحدث، فإلى جانب «جبل التوباد» التي قدمها أول مرة سنة 1951 قدم قبلها قصيدة «تلفتت ظبية الوادي» سنة 1930.