بني وطني واحد من القصائد الوطنية التي خلدت معركة الجلاء عن بنزرت كتب كلماتها الشاعر عبد المجيد بنجدو وصاغ لحنها الشاذلي أنور اغنية كتبت بأحرف من نور انتفاضة الشعب التونسي الابي وسجلت للتاريخ رفض الاحتلال الفرنسي ...سجلتها الفنانة الخالدة علية في استوديوهات الإذاعة التونسية مازالت وستبقى شهادة نضال وكفاح لأجل كرامة كل التونسيين الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة كم هي المناسبات التي تحدث فيها عن السيدة علية... عن أغنية «بني وطني» ألم يذكر ضمن أحاديثه العديدة وخطاباته المتعددة خاصة ذاك التصريح لوكالة أوبرا موندي عام 1967 أنه لم يبك طيلة حياته سوى مرتين واحدة بمنفاه في جزيرة جالطة وأخرى وهو يستمع إلى رائعة علية «بني وطني»... الهادي خفشة والهادي نويرة وعبد الله فرحات والزعيم الحبيب عاشور كلهم عرجوا في أحاديثهم على هذه الأغنية الجميلة... وكلهم بكوا وهم يستمعون إليها لسحر كلماتها وتأثيرها العميق وإلى اليوم... إلى غد وبعد غد ستظل «بني وطني» الزهرة التي تطيب برائحتها الأرجاء في تونس وبقية أصقاع الدنيا... فهذه الرائعة لن تموت وصداها مطبوع في الذاكرة الثابتة بالقلب... الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قالها صراحة حين شغل منصب وزير خارجية بلاده أن مقاطع أغنية «بني وطني» تمثل بلسما شافيا لجراح المقاومين والمناضلين... والمجاهدين في الجبال... والكهوف... «بني وطني» فيها من السحر ما يدفع بالناس إلى البكاء دون شعور... هواري بومدين الرئيس الجزائري الراحل أكد من جانبه أن أغنية الفنانة التونسية علية الثائرة مؤثرة إلى أبعد الحدود... شأنه شأن حسين آيت أحمد الذي بكى فعلا عند سماعه لعلية و«بني وطني» وهو في ميناء مرسيليا بكى وهو يستمع إلى مقطع «فمغربنا يا فرنسا لنا» هذا الخبر أوردته مجلة «تلي سبيكتاتور» عام 1968 إثر هروب آيت أحمد من سجن ميزون الجزائري... بمساعدة أطراف أجنبية والقصة طويلة في ذلك... أما صانع إلياذة الجزائر الشاعر الكبير مفدي زكريا فقد وصف علية بأنها إكليل من جنان الحرية المعطر بأريج العطاء والوفاء. بني وطني كلمات عبد المجيد بنجدو الحان الشاذلي أنور غناء علية بَنِي وَطَنِي يَا لُيُوثَ الصِّدَامِ وَجُنْدَ الفِدَاءْ نُِريدُ مِنَ الحَرْب فَرْضَ السَّلَاِم وَ رَدَّ العِدَاءْ لَأنْتُمْ حُمَاةَ العَرِيِن أبَاةْ نَشَدْتُمْ لَدَى المَوْتِ حَقَّ الحَيَاةْ مَدًا وَمَدَى وَ كُنْتُمْ تُريدُونَ سُبُلَ النَّجَاةْ وَ رُسُلَ الهُدَى فَلَوْ كَانَ للخَصْمِ رَأْيُ سَدَادْ وَعَقْلٌ يَمِيلُ بِهِ لِلرَّشَادْ ويَرْدَعُهُ عَنْ رُكُوبِ الرَّدَى لَمَا اخْتَارَ نَهْجَ الوَغَى وَالجَلاَدْ وَ سَالَتْ هَبَاء دِمَاء الأبْرِيَاءْ فَإِمَّا حَيَاة وَإمَّا فَلاَ أَرَدْنَا الحَيَاة وَ رُمْنَا العُلاَ وَ ِفي حَقّْنَا لاَ نَخَافُ البَلاَءْ وَ مِنْ دَمِنَا قَدْ صَبَغْنَا ِردَاءْ رَفَعْنَاهُ فَوْقَ البِلاَدِ لِوَاءْ فَمَاسَ بِه الأفُقُ حِينَ بَدَا فَإِمَّا حَيَاة وَإِمَّا فَلاَ فَإِمَّا حَيَاة وَإِمَّا فَلاَ وَعَنْ ثَغِْر بِنْزَرْتَ نَبْغِي الجَلاَءْ فَلَسْنَا نَعِيشُ وَنَحْيَا سُدَى فَمَغِْربُنَا يَا فِرَنْسَا غَدَا يُنَادِي الجَلاَء الجَلاَء الجَلَاء