من المُنتظر أن تصل بعثة الترجي اليوم إلى تونس. وقد تأخّر موعد مُغادرة الأراضي اللّبنانية لأسباب تَتعلّق ببرمجة الرحلات الجوية. وهُناك ارتياح واضح للتعادل الحاصل في بيروت في انتظار حسم الترشح إلى الدور المُوالي من المسابقة العربية على هامش اللّقاء المُنتظر ضدّ «النجمة» يوم 2 أكتوبر في رادس. البلايلي والدرس الكبير مازالت صَفقة انتقال يوسف البلايلي إلى السعودية تشغل الجميع خاصّة في ظل «النجومية» التي يتمتّع بها بطل افريقيا مع الترجي والجزائر فضلا عن التشويق الكبير الذي رافق عملية خروجه من الحديقة «ب». وقد نال يوسف إعجاب واحترام شق واسع من الجماهير الترجية التي اختارت توديعه ب»التصفيق» والورود لأنه أعطى بغير حساب كما أنه لم يتنكّر لجميل الفريق وحرص على ضمان نَصيبه من عملية انتقاله إلى الأهلي السعودي. وقد عقدت الكثير من الجهات جُملة من المُقارنات بين التصرّف «الملكي» ليوسف البلايلي و»تنكّر» بقية «النجوم» للنادي لحظة «هجرتها» إلى بطولات أخرى والحديث أساسا عن الشعلالي وبن محمّد وبقير. ومن المعلوم أن ثلاثتهم استغلّوا نهاية عقودهم مع الترجي ليخرجوا بصفة مجانية وهوما شكّل خيبة أمل كبيرة خاصّة أن الفريق صَنع شهرتهم وفتح لهم أبواب المنتخب. وَفاء البلايلي للترجي لم يتوقّف عند هذا الحدّ بل أن مصادرنا تؤكد أنه تنازل عن جزء من مستحقاته القديمة كعربون محبّة للترجي الذي تحدّى الجميع واحتضنه في وقت الشدّة (بعد عودته من الايقاف على خلفية قضية المُنشطات). نصيب الترجي يتساءل الكثيرون عن نصيب الترجي من صفقة انتقال البلايلي إلى الدوري السعودي. ويتزايد الغُموض حول هذا الملف في ظل «التعتيم» الذي يسلكه أصحاب القرار في مِثل العمليات. ومن جانبنا حاولنا الحصول على الرقم الصّحيح وقد تأكد لنا أن الترجي سيغنم لوحده 10 مليارات بالعُملة التونسية. ولاشك في أن هذه العائدات ستُنعش الخزينة الترجية وتُثلج صدور المحبين والمسؤولين بحكم أن رحيل يوسف جاء في الوقت القَاتل. ويُمكن القول إن الترجي نجح في انقاذ مَنابه في الدقيقة التسعين خاصّة إذا عرفنا أن عقد اللاعب ينتهي في جوان 2020 وسيكون بوسعه التوقيع لأيّ فريق آخر والخروج بصفة مَجانية مع دخول العَام الجديد. نقاط مُضيئة بالعودة إلى رحلة الترجي إلى لبنان يُمكن القول إن الفريق حقّق نتيجة ايجابية بعد أن تعادل بهدف لمِثله في اللّقاء الذي جمعه ب»النّجمة» المدعومة بجماهيرها. ولاشك في أن التعادل الايجابي يصبّ في مصلحة الترجي خاصة أن مباراة الايّاب ستُقام في رادس وبحضور الجمهور العريض لسفير تونس في الكأس العربية. وقد تركت رحلة بيروت جُملة من النقاط الايجابية في مقدّمتها الأداء الجيّد لبعض الوافدين الجُدد على رأسهم الغاني «كوامي بونسو» الذي أظهر بشهادة الفنيين امكانات مهارية وبدنية مُحترمة على مستوى خط الوسط. وينسحب الأمر نفسه على العناصر الجزائرية المتكوّنة من «المدافع - الهداف» عبد القادر بدران والظهير الأيسر إلياس الشتي وعبد الرؤوف بن غيث. نُقطة أخرى مُضيئة في رحلة لبنان وهي قوّة الشخصية. وقد برزت هذه الصّفة المُميّزة من خلال تفادي الهزيمة وخطف التعادل في الوقت البديل بفضل اصرار اللاعبين والجَاهزية البدنية التي كانت من العوامل الحاسمة في مُواجهة «النّجمة». «برافو» للهذلي شاءت الصُّدف ولعبة «الاحتراف» أن يُواجه مراد الهذلي أبناء بلده. وقد سجّل خرّيج الملاسين واللّاعب السابق للإفريقي و»السي .آس .آس» و»الجليزة» الهدف اليتيم ل»النّجمة» في شباك الترجي. وبالتوازي مع تألقه في الميدان أظهر الهذلي الكثير من التقدير للترجي حيث قال إنه «الأحسن في برّ افريقيا» رافضا منطق الاستفزازات التي ينتهجها بعض «الكوارجية» عند البروز أمام ال»كِبار». ولا يُمكن الحديث عن الهذلي دون التأكيد على خِصاله الفنية المُمتازة والتي كان بوسعه أن يستثمرها لنحت مسيرة كروية أفضل. في انتظار الأفضل استهلّ الترجي سباق البطولة بفوز صعب على تطاوين قبل أن يتعادل في لبنان. ومن المُؤكد أن هذه البداية تُعتبر ايجابية قياسا بالظروف الانتقالية التي يعيشها فريق الشعباني لكن الجمهور ينتظر الأفضل خلال المرحلة القادمة. ولاشك في أن الشعباني على وعي كبير بأن مُقابلتي تطاوين و»النّجمة» ليستا «مرجعا» ويدرك أن القادم أصعب.