بغداد الفلوجة سامراء (وكالات): أجبر المقاومون العراقيون في الفلوجة القوات الأمريكية والحكومة العراقية المؤقتة على طلب التفاوض معهم ومع أهالي المدينة بعد أن فشل «المارينز» في تركيعها (الفلوجة) على امتداد الأسابيع الماضية رغم ضراوة القصف الذي تعرضت له. وحسب مصادر متطابقة فإن أهالي الفلوجة اشترطوا عدم دخول الأمريكان إلى مدينتهم مؤكدين ان هذا الأمر ير قابل للمساومة والتفاوض أصلا. وكانت الحكومة العراقية المؤقتة قد هدت بالسيطرة على جميع المدن العراقية التي تصفها ب»المتمردة» والتي تقول إنها تشكل «عقبة حقيقية» أمام الاستعدادات الجارية للانتخابات المقررة في جانفي المقبل. ورأى حزب البعث في بيان له أمس ان التركيز على معركة الفلوجة دون غيرها إنما يندرج في «إطار تكتيكي» له علاقة ب»استحقاقات» سياسية أمريكية. مفاوضات... في الفلوجة وقد أعلن عدد من أهالي الفلوجة أمس أن وفدا من المدينة يضم رجال دين ووجهاء وشيوخ عشائر يجري الآن مفاوضات مع الحكومة المركزية في بغداد لأجل التوصل إلى اتفاق يقضي بحل الأزمة التي تشهدها المدينة. لكن الأهالي اشترطوا خصوصا عدم دخول «المارينز» إلى المدينة وأكدوا أن الأمر غير قابل للمساومة. وحسب الأهالي فإن هذا الاتفاق الذي يفترض أن يتم قريبا يؤدي في النهاية إلى دخول القوات العراقية المدينة والسيطرة عليها بشكل «سلمي». وذكرت المصادر ذاتها أن الحكومة العراقية ستقوم بموجب هذا الاتفاق بإعادة اعمار المدينة وتعويض المتضررين فيها. ولم ينف نائب رئيس الوزراء العراقي المؤقت برهم صالح من جانبه هذه المفاوضات مع أهالي المدينة وتحدث عن اجراء محادثات وصفها ب»المكثفة» مع ممثلين عن الفلوجة في هذا الصدد. وقال برهم صالح «لقد أجرينا اتصالات عديدة وأعددنا خريطة طريق لتسهيل المساعي الجارية للتوصل إلى حلّ أزمة الفلوجة». وأضاف «إن السكان هنا لا يمكنهم العيش في مثل هذا الوضع الصعب.. إنهم يريدون الاستقرار وبداية الاعمار مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المفاوضات انطلقت منذ نحو ثلاثة أسابيع. وحسب مسؤولين عراقيين فإن أهالي الفلوجة يأملون في امكانية التوصل إلى هذا الاتفاق لقطع الطريق أمام القوات الأمريكية لاقتحام المدينة. تعويضات لسامراء والنجف وبالتوازي مع استمرار المفاوضات بين الحكومة العراقية المؤقتة وأهالي الفلوجة ووزعت القوات الأمريكية أمس الأول مبلغ 200 ألف دولار ضمن «حملة تعويضات» لأهالي النجف الذين تضرروا في المواجهات التي شهدتها المدينة في أوت الماضي. وقال بيان صادر عن الجيش الأمريكي ان هذا الاجراء يبيّن «النية الحسنة» إزاء العراقيين الذين تعرضوا للأذى نتيجة العمليات العسكرية. وكانت الدفعة الأولى قد سلمت إلى الأهالي في 20 سبتمبر الماضي.. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا الصدد أنها قدمت مساعدات غذائية إلى أهالي سامراء الذين تعرضوا مؤخرا إلى عدوان أمريكي خلف عشرات القتلى والجرحى.