لحن رياض السنباطي لحوارية» فضلت اخبي عنه هوايا» لام كلثوم وإبراهيم حمودة وجاء غناء هذه الحوارية بإيقاع ثنائي بطئ نوعا ما يخالف نبض إيقاع اللازمة لترد عليه ام كلثوم بمقطع غنائي طويل لا يقل طولا عن المقطع الذي غناه إبراهيم حمودة واجمع النقاد على ان « اوبيرا عايدة» برغم جمالها قصرت في الوصول الى ما وصل اليه محمد عبدالوهاب في المشهد اليتيم في اوبيرات « مجنون ليلى» ,وهنا يجب التفريق من الناحية الفنية بين الاوبيرات والاوبرا ,بين الدراما في مشهد «»مجنون ليلى»الوحيد ,والتراجيدي في « اوبرا عايدة» ,وبين الحوار غير الملحن في الاوبيرات والحوار الملحن كله شعرا كان ام نثرا –في الاوبرا- والذي كان يجب ان يأخذ به النقاد قبل اطلاق احكامهم على حد تعبير الناقد صميم شريف في كتابه « السنباطي وجيل العمالقة». عبد الوهاب و«الكرنك» عبد الوهاب الذي اعطى المطربة « نادرة» رائعته « يا حبيبي اقبل الليل» ,اعطى في العام نفسه الذي ظهر فيه فيلم « عايدة» عملا رائعا اخر هو قصيد « الكرنك» الذي طغى على كل شيء ورسخ مكانته الفنية بالتحديث الذي جاء فيه والذي جعل الملحنين الكبار يقفون مذهولين امام هذا العمل الذي ذكرهم برائعته السابقة « الجندول». كان لابد من مرور بعض الوقت كي يمضي الملحنون في سباقهم اللحني وبخاصة السنباطي الذي يتطلع الى التفوق والابداع وكان اول الملحنين الذين لم يتأثروا بما وصل اليه عبد الوهاب في « الكرنك»...محمد القصبجي الذي اعطى في تلك الفترة رائعته « تغريد البلابل» المعروفة باسم « ياطيور» لاسمها فحقق من جديد تفوقا ملحوظا في الالقاء الغنائي ولم يكتف بهذا بل وضع في لحظة من لحظات الالهام الفني وخلال أربع ساعات لحنه الرائع « رق الحبيب» . لقد جعلت الحان القصبجي والحان محمد عبد الوهاب انطار ام كلثوم وأنصار محمد عبد الوهاب يتسابقون في تقديم حججهم وبراهينهم حول الالحان الأفضل والسنباطي الذي لم يعط حتى سنة 1945 سيئا يستحق الذكر سوى القصائد والاغنيات التي تم التعرض اليها انهمك منذ1940 في تلحين عشرات الأغاني للأفلام السينمائية. وكان على السنباطي في الخضم الذي ظهرت فيه اعمال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وزكرياء احمد العمل بجدية مع أغاني الأفلام حتى جاء اليوم الذي قدمت له ام كلثوم قصيد « هوى الغانيات» للشاعر احمد رامي لتلحينه.. يتبع