عاش العلامة مخلوف بن سعيد الشرياني في القرن الثامن هجري الموافق للقرن الرابع عشر ميلادي قدمت عائلته من المغرب ويعتبر من السلالة النبوية من ذرية علي ابن أبي طالب وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد استقر الشيخ مخلوف في الساحل الشرقي بصفاقس . وقد قدم الشيخ مخلوف الشرياني إلى غابة الخريبة على الساحل الشرقي لولاية صفاقس. وأقام هناك في منطقة بين أنشلة (شرق معتمدية العامرة حاليا) وبلدة الأشراف (منطقة أولاد مسلم حاليا). وأقام زاويته يعلم فيها القرآن ويدرس فيها مختلف العلوم الدينية من تفسير للقرآن والأحاديث النبوية وبعض العلوم الأخرى واعتبره البعض من أكبر الأولياء والعلماء بولاية صفاقس في العصر الحديث . وللشيخ ثلاثة أبناء وتفرعت شجرة فرج الله وسعد الله بين العامرة ومعتمدية جبنيانة أما سلالة الابن الثالث عطية الله فقد استقرت بجزيرة قرقنة. وتذكر المصادر أن الشيخ الشرياني قد عمل خلال حياته على توزيع الأراضي بين العائلات وحثهم على إحيائها وزراعتها وبعد أن يأخذ نصيبه السنوي من محاصيل الزيتون والغلة يقوم بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وأحيانا يقوم ببيعها بأسواق صفاقس أو بمنطقة الساحل ثم يشتري بثمنها ما يحتاجه الأهالي من مواد استهلاكية أخرى .أما زاويته التي أسسها فهو بمثابة المدرسة التي تستقطب سنويا عشرات الطلبة للدراسة والإقامة. وقد عمل العلامة مخلوف بن سعد الشرياني على اعتماد سياسة في التعامل بين مختلف الأطراف تهدف إلى توظيف المداخيل المتأتية من عملية الانتاج الفلاحي لفائدة المشاريع الإنسانية كالمدارس والمستشفيات وتقديم المساعدات المالية والعينية للفقراء والمحتاجين في الأعياد ومختلف المناسبات الدينية.