تأسست الزاوية القادرية بتوزر سنة 1245 ه و ظلت منذ ذلك التاريخ قبلة لطلاب العلم من الراغبين في حفظ كتاب الله العزيز من مختلف جهات الجمهورية ومن دول اخرى حيث يفوق معدل الطلاب ال 50 و تمثل الزاوية القادرية بتوزر بحق المنارة المشعة على محيطها البعيد والقريب. وقد اعتمدت هذه الزاوية في مشروعها الخيري على جهود شيوخها حيث أنهم خصصوا جزءا من مداخيلهم لنشر القرآن عملا بقوله عليه الصلاة والسلام (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وطمعا في الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى عندما تنقضي الأسباب ولا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه حيث يقول عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم بثه في صدور الرجال وولد صالح يدعو له). وينتشر خريجو الزاوية في مدن الجمهورية بمساجد وجوامع وكتاتيب جربة وتطاوين وبني خداش والسرس ومقرين وتونس وأريانة.وصفاقس والمناجم بل إن بعض من حفظ القرآن الكريم في هذه الزاوية العامرة شارك في المسابقات القرآنية الدولية بمكة المكرمة ونال ارفع الجوائز ورفع راس تونس عاليا في تلك المحافل التي اختفى فيها ذكرنا في العقود الأخيرة نتيجة انصرافنا عن دعم ومساعدة مثل هذه المؤسسات الأهلية العريقة التي تلقى فيها وفي أمثالها مبادئ العلوم واللغة وحفظ القرآن الكريم. الزاوية القادرية بتوزر مؤسسة تربوية قرآنية خيرية يجد فيها الفقير المحتاج المسكن والمأكل والملبس وحتى المنحة ليتفرغ لحفظ القرآن الكريم والتفقه في الدين. و بها مسجد جامع تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة يرتاده سكان المدينة وزوار الزاوية وقصادها من مختلف جهات الجمهورية وهو مسجد جامع يقوم عليه الإطار أحسن قيام لا مجال فيه لأي نوع من أنواع التسيب. اما طلاب الزاوية القادرية فهم قادمون من مدنين وقفصة وتوزر وتطاوين وقبلي والكاف وقابس ومن ولاية الوادي بالجنوب الجزائري ومن دول افريقية مثل السينغال والسودان . الكل يقيمون ويأكلون وينفق عليهم من طرف شيخ الزاوية، وهم من مختلف الأعمار من الطفل إلى الشاب الذي تجاوز العشرين، جاؤوا لحفظ القرآن والعودة من الزاوية إلى مدنهم وقراهم وقد حققوا هذه الأمنية العزيزة عليهم وعلى أسرهم وعلى المجموعة الوطنية معهم.