أثارت مسرحية دون كيشوت تونس أوحب تحت المراقبة لمعز العاشوري الانتباه في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته السادسة والعشرين التي انتظمت من 10 الى 19 سبتمبر . وتروي أحداث المسرحية في مدّة ناهزت ساعة ونصفا واقعة جدّت بين سنتيْ 2004 و2005 تتمثّل في تمرّن مجموعة من الممثلين على عمل مسرحي، فيتعرّض الثنائي " عزيز " (مخرج المسرحية) وحبيبته " عزة " (ممثلة) إلى مراقبة أمنية سرّية من قبل أمني يُدعى " دالي مروكي "، تنتهي بسجن المخرج بتهمة التحريض على الإرهاب. إثر اندلاع الثورة، تلتقي الشخصيات الرئيسية مجدّدا في «استوديو» تلفزيوني لتصوير الأحداث، لكن ضغوطات سياسية وأمنية تسلّط عليهم لإيقاف التصوير. ويؤدّي شخصيات العمل الممثلون والممثلات هندة الغابري ورامي الشارني ومحمد سفينة وخليل بن مصطفى ورضوان شلباوي ومعز العاشوري وزينب محمد وايناس بن موسى . اثارت مشاركة مسرحية دونكشوت تونس للمخرج معز العاشوري بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي المعاصر ردود افعال ايجابية تجلت من خلال القراءات المتميزة التي صدرت في النشريات اليومية للمهرجان على غرار مقال الدكتور احمد خميس " دونكشوت تونس في حضرة الهستيريا " الذي اكد على القيمة الجمالية للعمل الفني من خلال ادماج المخرج بعض الالعاب الدرامية في تعدد طرق وفنون الاداء او كيفيات تطوير الحدث وكانت العلامة المميزة للمسرحية مجموعة الممثلين الفاعلين الذين يمكنهم الانتقال السهل بين انواع الفنون. حيث شاهدنا اداءات مجنونة واخرى ناعمة واخرى توثيقية من خلال اصوات الشخصيات او السارد الاساسي للحكاية وابرز مقال دونكشوت العربي واحلام التغيير للكاتبة سمر هادي الحالة الدونكشوتية والمراوحة بين العقل والجنون. حيث يحاول دونكشوت ان يعيش زمن انقضى متبنّيا قيمة مغايرة لقيم زمنه الفعلي وبأدوات غير مجدية فيصبح مجرد مجنون اوثرثار منفصل عن الواقع اوحالم رومنسي مثير للتعاطف والرثاء . ولئن عبر الكثير من المشاهدين عن القيمة الجمالية للمسرحية التي جلبت اهتمام كبار المنتجين في الدول العربية والغربية فقد اثارت دونكشوت تونس جدلا واسعا حول الجرأة والنقد الموجه للمنظومة السياسية والامنية مما جعل عديد المثقفين العرب يؤكدون على ان هذا المولود الفني الجديد هووليد الديمقراطية الناشئة في تونس.