يعيش الاتحاد المنستيري أحلى أيّامه مع مدربه الجديد و»المُغامر» لسعد الشابي الذي اشتغل في النمسا وقطر وبلغ تايلندا زاده الطموح والمعارف التي راكمها في تجاربه كمدرّب وأيضا كلاعب مرّ من «باب الجديد» وعاصر كِبار «الكَوارجية» والفنيين على رأسهم «أندري ناجي» الذي شكّل حسب الشابي الاستثناء مِثله مِثل عامر حيزم وعبد المجيد الشتالي. وفي ظل المسيرة الوردية للإتّحاد في البطولة كان لِزاما «الاحتفاء» بصاحب الريادة وذلك من خلال الحديث مع «مُهندس» هذه الانطلاقة القوية وهو لسعد الشابي. «الصّدفة» وراء التعاقد مع المنستير في سُؤال عن الظروف التي رافقت تعاقده مع المنستير يقول الشابي إن الصُّدفة لعبت دورا حاسما في هذه الصّفقة. ويؤكد الشابي أنه جاء إلى تونس ليَحضر حفل زفاف أحد الأقرباء وفي الأثناء اتّصل به مسؤولو الاتّحاد قصد الاتّفاق معه على قيادة الجمعية وقد تحمّس لخوض هذه التجربة إيمانا منه بأهمية «المشروع» الذي طرحه عليه الرئيس أحمد البلي فضلا عن التقاليد الكروية العَريقة للإتحاد المنستيري. النجاح يكمن في العَمل لئن يعترف الشابي بدور الصُّدفة في تحوّله إلى المنستير فإنه يعتبر أن النجاح الذي حقّقته الجمعية في مُستهلّ البطولة هو نتيجة حتمية للعمل المُنجز. ويؤكد الشابي أنه لا وجود للحظ والصّدفة ويُشدّد مدرب المنستير على أن الفريق جنى ثمار العَمل الكبير الذي قام به أثناء التحضيرات فضلا عن التعامل الجيّد مع المُباريات. سقف الطّموحات مُرتفع فاز الاتحاد على «السي «آس .آس» و»البقلاوة» والافريقي وتعادل أمام جاره النجم السّاحلي. وهذه الانطلاقة «الصّاروخية» من شأنها أن تدفع الأحباء إلى الرّفع في سقف الطّموحات. وفي هذا السياق يُؤكد الشابي أن فريقه حقّق فعلا نتائج واعدة لكن هذا لا يعني مُطلقا الافراط في الفرح وتقديم الوعود الزائفة من قبيل المنافسة على البطولة التي تسيطر عليها أربعة أندية منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويُشير الشابي إلى أن الطموحات غير محدودة: أي أن الاتّحاد سيبذل قُصارى جهده للذهاب بعيدا في منافسات البطولة و»سيُقاتل» في سبيل التواجد ضِمن الخمسة الأوائل هذا فضلا عن السعي إلى تحقيق الامتياز في سباق الكأس. ويُشدّد الشابي في الوقت نفسه على أن عملية حصوله على أعلى الدرجات التدريبية في أوروبا تخلّلتها مُحاضرات في الاتّصال وقد استغرقت تلك الدروس أربعة أشهر بالتَمام والكَمال. وقد استوعب جيّدا أهمية الدقّة في الكلام وعدم تقديم وعود قد يصعب تنفيذها ومن شأنها أن تُورّط المدرب مع الأنصار. روح المجموعة رغم البداية الرائعة للإتّحاد يرفض الشابي منطق الركوب على الأحداث ولعب «البُطولات الوهمية». ويعتبر أن النتائج الجيّدة في البطولة كانت ثمرة العمل الجماعي الذي قامت به كلّ الأطراف بداية من الهيئة المُديرة والأحباء وُصولا إلى اللاعبين والإطار الفني الذي حدّد الشابي تركيبته بطريقة تضمن له الانسجام والفَاعلية. وفي سياق مُتّصل بالعمل المُرتكز على روح المجموعة يؤكد الشابي أن الفريق يستمدّ قوّته من كامل لاعبيه ولا وجود لنجم بعينه في بن جنّات بدليل أن الناس يتحدّثون الآن عن العَرفاوي و»أكبوتو» وبن سعيد واللاّعب الموهوب الجلاصي بعد أن كان رفيق كابو قد استولى في وقت ما على اهتمام الجميع. ويشير الشابي في الوقت نفسه إلى أن الفريق يُراهن كثيرا على «منتوجه» الداخلي بدليل تواجد 9 أسماء من أبناء النادي من جُملة 18 عُنصرا وقعت دعوتهم للمشاركة في اللقاء الأخير أمام الافريقي الذي يرفض الشابي الحديث عنه لأنه يدافع الآن عن أزياء المنستير مُؤكدا في الوقت نفسه أنه على استعداد للتدريب في كلّ الجمعيات التونسية دون استثناء لإقتناعه الراسخ بأنه إطار «مُحترف» ولا مكان في عمله للعَاطفة.