تَتواصل اليوم مُنافسات البطولة بإجراء قمّة واعدة على أرضية مصطفى بن جنات الذي يُعتبر من النقاط المضيئة في خِضمّ أزمة الملاعب التي تضرب العديد من الجمعيات. والحديث عن بن جنات لا يَستقيم دون حضور صاحبه الشرعي و»الأزلي» وهو الإتحاد المنستيري الطائر فرحا بالبداية المثالية في سباق البطولة المحلية هذا في انتظار التأكيد في جولة اليوم أمام «البقلاوة» القادمة إلى بن جنات وفي البال الانتصار حتى لا تتعمّق جراحها الناجمة عن انطلاقتها المُتعثّرة. وكان الاتحاد قد قهر «السي .آس .آس» وفرض التعادل على «ليتوال» وهو ما أثلج صدور الأنصار الواثقين من قدرة الجمعية على مُواصلة التحليق شرط التركيز العالي وعدم الإغترار بهذه البداية القوية خاصّة أن الفريق لم يلعب سوى جولتين ومن المبكّر جدا الحُكم على مستواه الحقيقي. الارتياح في صفوف الأحباء اقترن بخطاب «مُتفائل» للمدرب الجديد و»المُغامر» لسعد الشابي الذي أعلن بصوت عال أن الإطاحة بالنادي الصفاقسي وإجبار النجم على تقاسم النقاط لم يكن ضربة حظ بل هو نتيجة العمل المُنجز أثناء التحضيرات. واعتبر الشابي أن الفريق قادر على تحقيق الأفضل بدعم من أنصاره ومسؤوليه وبالاعتماد على طموح لاعبيه وفيهم العديد من الأقدام المتخرّجة من رباط المنستير وهذا ما يُقيم الدليل على أن مستقبل الاتحاد واعد في انتظار أن تؤكد الأيام الكلام الذي نطق به لسعد الشابي المدرب الذي اشتغل في النمسا وقطر وتايلندا قبل أن يحطّ الرحال في موطن حيزم وطبقة والبنزرتي والمناري...وغيرهم من الأسماء التي شرّفت الاتحاد والمنتخبات الوطنية. في الجهة المُقابلة، انهارت «البقلاوة» أمام الإفريقي واكتفت بتعادل مُخيّب للآمال في مواجهة الهلال وهذا ما يجعل فريق باردو أمام حتمية الانتفاض في المنستير بالذّات. ويحتاج الملعب التونسي إلى الفوز ليُنقذ مدربه منتصر الوحيشي من الانتقادات والتي قد تؤدي في مرحلة مُوالية إلى الاقصاء خاصّة أن الجمهور قليل الصّبر وكبير الطموحات. وهذا أمر طبيعي في جمعية حصدت البطولات والكؤوس ومرّ منها ديوة وكريت والمغيربي والهرقال وليمام. ونشك أيضا في وقوف هيئة بن عيسى في صفّ المدرب إذا تواصل نزيف النقاط ونكاد نجزم أنها ستكون أول من يدفعه إلى الرّحيل حِماية لنفسها من غضب الجمهور العارف في قرارة نفسه بأن المسؤولين يتحمّلون جانبا من حالة الضّياع التي تعيشها «البقلاوة» خاصة في ظل اغراق الجمعية بالانتدابات بعد أن كان «الستاد» أحد أهمّ وأضخم المناجم في تكوين المواهب الكروية. إن الأزمة الحقيقية في باردو تكمن في فقدان «الهوية» القائمة أساسا على تكوين المواهب والتسيير المُحكم على نهج الهادي النيفر وغيره من الرؤساء الذين شكلوا الاستثناء في تاريخ «البقلاوة» والكرة التونسية عُموما. البرنامج بطولة الرابطة «المُحترفة» الأولى (لقاء مُؤجّل من الجولة الثالثة) في مصطفى بن جنات (س18): الاتحاد المنستيري – الملعب التونسي (الحكم أمير العيادي)