استأنف لاعبو النادي الإفريقي صباح أمس التمارين بعد ركونهم إلى راحة خاطفة تلت مواجهة مستقبل سليمان الودية.. العودة إلى التمارين جاءت مرتبكة نسبيا بسبب تكرر الوعود الزائفة لرئيس النادي عبد السلام اليونسي غير أن الارتباك لم يؤثر في سير الحصة التدريبية التي جرت في ظروف عادية. من جهة أخرى توصل الإطار الفني إلى اتفاق مع فريق الأولمبي الباجي لبرمجة مباراة ودية ستدور اليوم بالملعب الأولمبي بالمنزه كثالث المحطات الإعدادية لتنقل 23 أكتوبر الخاص بمواجهة نجم المتلوي. وحظي الإطار الفني بفرصة مثالية لتكثيف الوديات حيث أجرى نادي باب الجديد مباراتين أمام مستقبل سكرة ومستقبل سليمان وتنتظره اليوم مواجهة ثالثة أمام الأولمبي الباجي وأخرى رابعة أمام الملعب التونسي يوم الأربعاء المقبل. اليونسي يراوغ اللاعبين كالعادة واصل رئيس النادي الإفريقي عبد السلام اليونسي الاعتماد على سياسة الوعود الكاذبة حيث لم يمكن اللاعبين يوم أمس من مستحقاتهم كما وعدهم في أول حصة تدريبية بعد مواجهة الاتحاد المنستيري. اليونسي جلس إلى اللاعبين يوم الخميس قبل الماضي ووعدهم بأنه سيصرف مستحقاتهم المالية يوم 9 أكتوبر على أقصى تقدير وهو ما دفع أبناء لسعد الدريدي إلى التراجع عن فكرة الإضراب. اليونسي عاد ليلة أمس الأول ليخدع قائد الفريق حيث أعلمه أنه سيكون حاضرا في ملعب التمارين ليسلم اللاعبين أجرة شهر مع صكوك بأجور شهرين تصرف مباشرة بعد الحصول على العائدات الاستشهارية من شركة الاتصالات. ورغم أن اليونسي قد وعد بأجور ثلاثة أشهر وتراجع في حديثه إلى قائد الفريق ليلة أمس الأول إلى أجرة شهر واحد إلا أن اللاعبين حافظوا على انضباطهم وتدربوا في انتظار وصول رئيس النادي لكن إلى أن انتهت الحصة التدريبية ولم يظهر الرئيس قبل أن يتفاجأ الجميع بأنه أغلق هاتفه من جديد تاركا أبناء الدريدي في التسلل. الجمهور يغلق ملف العلمة يفترض أن تكون الجامعة التونسية لكرة القدم قد أرسلت أمس مبلغا يقدر ب20 ألف يورو (حوالي 65 ألف دينار) تمثل القسط المتبقي من مستحقات مولودية شباب العلمة الجزائري الخاصة بصفقة انتداب المهاجم إبراهيم الشنيحي. الجامعة لجأت إلى الحساب البنكي الخاص بنزاعات النادي الإفريقي لتسحب منه المبلغ وتقوم بإجراءات التحويل بالعملة الصعبة وهو ما مكن الفريق من إغلاق هذا الملف نهاية قبل 24 ساعة من المهلة الختامية التي وضعتها لجنة التأديب التابعة للفيفا. ويمكن التأكيد أن الجمهور قد نجح في غلق ملف شائك كان سيودي بالفريق إلى الرابطة الثانية لينسج مثالا سيظل راسخا وأسوة تحتذى في الكرة التونسية. مؤشر خطير للغاية يمكن التأكيد أن استعانة الجامعة بالحساب البنكي الخاص بالنزاعات قد أنقذ النادي الإفريقي من النزول إلى الرابطة الثانية.. ورغم أن الإشادة بحماسة الجماهير يبقى ضروريا إلا أن ما أقدم عليه وديع الجريء يعد مؤشرا خطيرا للغاية ذلك أن عبد السلام اليونسي ومن معه عجزوا عن توفير 20 ألف يورو كان يمكن أن ترمي بالفريق إلى الرابطة الثانية؟ العملية لا تخلو من الإجرام في حق النادي ذلك أن الفيفا منحت الهيئة الحالية 30 يوما للسداد وهي فترة لم تكن خلالها الهيئة الحالية مطالبة سوى بتوفير 20 ألف يورو باعتبار أن الأب الروحي حمادي بوصبيع كان قد وفّر 460 ألف يورو ومع ذلك لم يكن للهيئة أيّ تحرك للخلاص أو للحصول على المبلغ من جهات أخرى وكأن النزول إلى الرابطة الثانية لا يعنيها؟ متى يستحي اليونسي؟ مع الفشل في خلاص مستحقات اللاعبين وفي ظل توريط النادي في أكثر من تسعة نزاعات جديدة وتجاهل أحكام "الفيفا" التي تتهدد الفريق بالنزول إلى الرابطة الثانية يواصل عبد السلام اليونسي التمسك بمنصبه كرئيس للنادي الإفريقي. إصرار اليونسي على البقاء في منصبه بات يثير العديد من التساؤلات فالرجل فاشل رياضيا وعاجز تسييريا بل أنه لم يقدر على الانتصار لكرامته سواء في خلافه مع فوزي الصغير أو مجدي الخليفي ومع ذلك فهو لا يهتم لكل ما يثار من حوله. وقد يكون اليونسي قد استفاد سابقا من لعب دور الضحية لكن الوضع قد اختلف اليوم فقد بات النادي ضحية إفلاسه وفشله أما استمراره فقد يكون بمثابة الجريمة لاسيما مع تواصل تهديدات "الفيفا" واكتفائه بالتعاطي معها بدور المتفرج السلبي. ويبدو أن استمرار الوضع بالشكل الذي يعيشه الفريق اليوم أمرا صعبا فقد عيل صبر الجمهور الذي يجبر على القيام بتجاوزات يبقى اليونسي قبل غيرا مسؤولا عنها.