بعد مُوريتانيا والكوت ديفوار، يخوض المنتخب اليوم في رادس مقابلة ودية ثالثة ستجمعه هذه المرّة بالكامرون. المُباراة ستكون منقولة على قناة الكأس القطرية التي ستقوم بتأمين البث المباشر بصورة عالية الجودة فضلا عن تخصيص أستوديو تحليلي من المنتظر أن يُؤثّثه هيكل الشعري وربيع العفوي وزياد الجزيري. هذا في الوقت الذي سيتواجد فيه ياسين بورقيبة على عين المكان لإجراء التصريحات. الفضيحة مُتواصلة في الوقت الذي تستقطب فيه شاشة الكأس القطرية الآلاف وربّما الملايين من التونسيين المُتعلقين بالمنتخب ، تَغيب تلفزتنا الوطنية عن هذا الحدث الكروي. أمّا السبب فهو معروف لدى القاصي والداني ويكمن في الخلاف القائم بين التلفزة والجامعة حول مَعاليم النقل التلفزي لأنشطتنا الكروية (الرابطة الأولى - الرابطة الثانية - الكأس - المُباريات الودية للمنتخب). وكانت الجامعة قد اشترطت قرابة تسعة مليارات للتفريط في حقوق البث. وقد فشلت المُفاوضات بسبب «تقصير» القناة الوطنية ولهفة الجريء على جمع المليارات ليضخّها في مرحلة موالية للأندية ويضمن بذلك ولاءها المُطلق. وهُناك طبعا ضحية واحدة في هذه اللعبة السخيفة والحديث عن الجمهور التونسي الذي بلغ به الأمر حدّ متابعة لقاءات منتخب بلاده في قنوات الكوت ديفوار وقطر. والقادم أسوأ وأفظع. باللاّمين مُؤهل تُؤكد المعلومات القادمة من محيط المنتخب أن المدافع الشاب آدم باللامين مؤهل للظهور بأزياء الفريق الوطني. وكان آدم باللامين ضِمن المدعوين لتعزيز المنتخب الأولمبي على هامش المواجهة المكرّرة ضدّ الكامرون في نطاق التصفيات المؤهلة ل»كان» أقل من 23 عاما. وتعذّرت عليه آنذاك المشاركة بسبب عدم استكمال الوثائق المطلوبة. ويُعتبر باللاّمين واحدا من اللاعبين الواعدين والذين ساهم في استقطابهم الإطار الفني السّابق للمنتخب الأولمبي بقيادة فريد بن بلقاسم. وبالتوازي مع آدم باللامين الناشط في السويد هُناك أيضا المهاجم القادم من «لوكسمبورغ» عادل بالطيّب الذي وجّه له المنذر كبيّر الدعوة بمُناسبة المباراة المرتقبة ضد الكامرون. وقد كان بالطيب من المدعوين أيضا لتعزيز المنتخب الأولمبي غير أنه لم يلعب نتيجة الاصابة التي تعرض لها آنذاك مع فريقه «أف 91 ديديلانجي». تشكيلة مُتوازنة في انتظار الكشف بصفة رسمية عن تشكيلة المنتخب تفيد الأنباء التي تحصّلنا عليها أن المنذر كبيّر قد يعتمد على التركيبة التالية: بن مصطفى (بن شريفية) – مرياح – برون – كشريدة – معلول – السخيري – الشعلالي – ساسي – االصرارفي – السليتي – الخنيسي. ومن المُلاحظ أن هذه التشكيلة مُتوازنة ولها القدرة على تأمين الدفاع مع تحقيق النجاعة الهجومية خاصّة في ظل الدعم الذي سيجده ثلاثي المقدّمة من لاعبي الوسط فضلا عن مساهمة الظهيرين معلول وكشريدة في احداث التفوّق العددي. «ثأرية» في 10 سبتمبر خيّم الحزن على رادس بعد أن «سرقت» منّا كامرون «ريغوبار سونغ» فرحة التأهل إلى ال»كَان» والأولمبياد. وبعد أيام معدودة من خيبة المنتخب الأولمبي يواجه فريقنا الوطني الأول نظيره الكامروني في المكان نفسه. ولاشك في أن مباراة اليوم لن تخلو من «النوايا الثأرية» رغم طابعها الودي. ومن شبه المؤكد أن العديد من العناصر الدولية تُمني النفس بالردّ على خيبة الأشبال عبر الفوز على الفريق الأوّل للكامرون. الجدير بالذّكر أن القائمة الحالية لمنتخبنا تضم عدة أسماء كانت قد عاشت صدمة الانسحاب من التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا المرشّحة بدورها للألعاب الأولمبية طوكيو 2020. ومن هؤلاء نستحضر أيمن دحمان وبسّام الصّرارفي. أوضاع مُتشابهة يُمكن القول إن الأوضاع مُتشابهة في المنتخبين التونسي والكامروني خاصّة أن الفريقين اختارا عزل مُدربيهما بعد كأس افريقيا. وقد تخلى منتخبنا عن الفرنسي «آلان جيراس» نتيجة الفوضى العَارمة التي رافقت مشاركتنا في ال»كان». ومن جهتها عوّضت الكامرون الهولندي «كلارنس سيدورف» بالبرتغالي «أنتونيو كونسيساو داسيلفا» على خلفية الخروج المبكّر لبطل 2017 من كأس افريقيا (الانهزام في الدور ثمن النهائي أمام نيجيريا).