تانيت أيام قرطاج السينمائية له طابعه الخاص هو عنوان فخر وانتصار وتأسيس وصيانة لسينما عربية وافريقية تكتب قضايا الإنسان بكل حرية وطموح وتوق إلى الأفضل والأرقى والأمل، لذا لا غرابة أن تشهد كل دورة تنافسا وتسابقا إبداعيا شريفا من أجل كسب هذا الرهان. من الناصر القطاري إلى محمود بن محمود تونس البلد المنظم والحاضن لهذه التظاهرة تتمتع بامتياز ترشيح 3 أفلام في مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة... ومثل هذا الامتياز مكنها من الصعود على منصة التتويج 8 مرات في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تقاسمها المخرجون: الناصر القطاري وعبد اللطيف بن عمار وفريد بوغدير ومفيدة التلاتلي والنوري بوزيد وكوثر بن هنية ومحمود بن محمود. الطيب الوحيشي أول المخرجين الطيب الوحيشي هو أول مخرج يهدي تونس أول تانيت ذهبي سنة 1972 في مسابقة الأفلام القصيرة عن فيلم «قريتي قرية بين القرى» ... وفي المقابل أن الناصر القطاري هو أول مخرج يصعد على منصة التتويج لتسلم أول تانيت ذهبي لتونس في مسابقة الأفلام الطويلة عن فيلم «السفراء» وكان ذلك سنة 1976. 1976 السفراء والناصر القطاري مثلما سبقت الإشارة إلى ذلك، حملت دورة 1976 أول تانيت ذهبي من خلال «السفراء» للمخرج الناصر القطاري المصري الكبير وجاء في تقرير لجنة التحكيم التي كان رئيسها في دورة 1976 المخرج الخالد صلاح أبو سيف حول «السفراء»: «ينطوي العمل على شجاعة ووضوح في طرق موضوع العمال الأفارقة والعرب المهاجرين لأوروبا ولأجل القوة التي يشهر بها ظاهرة العنصرية ولأن أسلوبه في الدفاع عن نظريته ذو فاعلية ونفوذ في النفوس...». 1980 عزيزة وعبد اللطيف بن عمار انتظرت تونس دورة وحيدة لتصعد مرة ثانية على منصة التتويج وتكلل مشاركتها بالذهب من خلال فيلم «عزيزة» للمخرج عبد اللطيف بن عمار سنة 1980 في بطولة لياسمين خلاط ورؤوف بن عمر ومنى نورالدين ودليلة رامز وتوفيق الجبالي وحازت في تلك الدورة بطلة «عزيزة» ياسمين خلاط على جائزة أفضل ممثلة. 1986 ريح السد والنوري بوزيد شهدت دورة 1986 ميلاد مخرج سينمائي اسمه النوري بوزيد الذي تكللت أول مشاركة له في أيام قرطاج السينمائية بالحصول على التانيت الذهبي من خلال أول فيلم روائي له «ريح السد» بطولة مصطفى العدواني وعماد معلال وخالد الكسوري والحبيب بلهادي ومنى نورالدين. 1990 عصفور السطح وفريد بوغدير مثّل «عصفور السطح» أول الأفلام الروائية الطويلة في مسيرة المخرج فريد بوغدير وقد قدمه في دورة 1990 التي ترأس لجنة التحكيم فيها السينمائي الكبير الخالد يوسف شاهين، ليكون الموعد مع تانيت ذهبي رابع لتونس والأول والوحيد إلى حد الآن في رصيد فريد بوغدير. بطولة سليم بوغدير ومصطفى العدواني وربيعة بن عبد الله ومحمد ادريس وهيلان كاتزاراس وفاطمة بن سعيدان. 1994 صمت القصور ومفيدة التلاتلي مثّلت دورة 1994 لأيام قرطاج السينمائية محطة هامة في مسيرة السينما التونسية من خلال تتويج مفيدة التلاتلي بالتانيت الذهبي في مسابقة الأفلام الطويلة بفيلم «صمت القصور» لتكون بذلك أول امرأة تونسية عربية وإفريقية تتوّج بأكبر جائزة في تظاهرة سينمائية عربية وإفريقية بدرجة أولى.. 2006 آخر فيلم والنوري بوزيد غابت تونس عن منصة التتويج بالتانيت الذهبي في دورات (1998 و2000 و2004) ليكون الموعد في دورة 2006 مع سادس تانيت ذهبي في رصيد البلد المنظم والثاني في رصيد المخرج النوري بوزيد بعد 20 سنة عن أول تانيت ذهبي له. وحاز لطفي العبدلي عن دوره في «آخر فيلم» على جائزة أفضل ممثل وكان الى جانبه في هذا العمل الراحلان لطفي الدزيري وسفيان الشعري والممثلتان عفاف بن محمود ودرة زروق. بعد 12 سنة عادت تونس الى التتويج باالتانيت الذهبي بعد غياب امتد على طول 5 دورات من خلال فيلم «زينب تكره الثلج» للمخرجة الشابة كوثر بن هنية. محمود بن محمود أول تانيت وسابع التونسيين توّج المخرج السينمائي محمود بن محمود بأول تانيت ذهبي له في أيام قرطاج السينمائية عن فيلمه «فتوى» ويكون بذلك سابع المخرجين التونسيين الحاصلين على هذا التانيت العريق ويحتل المرتبة الأولى النوري بوزيد بتانيتين (1986 و2006) والناصر القطاري (1976) وعبد اللطيف بن عمار (1980) وفريد بوغدير (1990) ومفيدة التلاتلي (1994) وكوثر بن هنية (2016) ومحمود بن محمود (2018). 2019 هل تكسب تونس الرهان مرة أخرى؟ تتجه الأنظار إلى المشاركة التونسية في الدورة الثلاثين، وهي التي اختارت المراهنة على أسماء تبحث عن اول تانيت ذهبي لها في الأيام. "نورا تحلم" للمخرجة هند بو جمعة إنتاج PROPAGANDA " بيك نعيش" للمخرج مهدي برصاوي إنتاج CINETELEFILMS " قيرة" للمخرج الفاضل الجزيري إنتاج NOUVEAU FILM.