المتابع عن قرب لمسيرة النادي الرياضي الصفاقسي في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تتويجه بكأس تونس أمام النجم الرياضي الساحلي يستنتج أن الأوضاع الحالية تستوجب من الجميع لاعبين وخاصة هيئة مديرة الكثير من الجهد والتضحيات لتوفير الأجواء والظروف الملائمة للعب الأدوار الأولى في المرحلة القادمة للمراهنة علي البطولة والكأس بعد أن انسحب الفريق في كأس ال» كاف «مبكرا أمام فريق جزائري مغمور . لقد نسي الجمهور عثرة كأس الكنفدرالية الإفريقية خاصة بعد عودة الانتصارات وآخرها أول أمس ضد النادي البنزرتي لكن الوضع يستدعي مع ذلك التدخل السريع لإعادة ترتيب البيت على كل الأصعدة وتعزيز الفريق الأول بعاصمة الجنوب الذي يحظى بمكانة خاصة وشعبية جارفة لدى أحبائه بصفاقس والعاصمة والعديد من المدن التونسية وبالتالي المراهنة بكل جدية وبروح معنوية عالية على لقبين وطنيين كما أسلفنا الحديث. ان ما يدفعا الى هذا القول هو السياسة المتوخاة في تسيير الفريق من طرف الرئيس المنصف خماخم الذي لا يختلف إثنان أنه مسكون بعشق الأبيض والأسود وضحّى بالغالي والنفيس من أجله مخلفا ديونا قيل إنها قاربت 17 مليارا من مليماتنا مما أثر على وضعه الصحي وعلى وضعية ومسيرة ناد بعث ليبقى مدرسة للرياضة والأخلاق واللعب الجميل والمراهنة على الألقاب الوطنية والقارية عربيا وإفريقيا منذ ما يقارب عن قرن من الزمن. إن ما يعاب على هيئة ال«سي آس آس» هذه الأيام هو عدم قدرتها على ىابتكار حلول فعالة للأزمة المالية الخانقة وعدم التوفق في تسريح عدد من اللاعبين الذين تلقت في شأنهم عروضا مغرية خاصة فراس شواط الذي فوّت على نفسه وعلى فريقه فرصة ثمينة وأموالا طائلة. انتدابات غير موفقة كما أن هناك اقتناعا لدى جل المهتمين بمسيرة النادي الصفاقسي بأن هيئة منصف خماخم قد تسببت في السابق في مرور الفريق بظروف صعبة للغاية حيث تم منع ال «سي آس آس» من الانتدابات من طرف (الفيفا) وقد جرى تجاوز هذه المرحلة بإعطاء فرصة لعديد اللاعبين الشبان نذكر منهم هنيد وعمامو ودقدوق وغومة والقروي وشواط والحارس دحمان وهذا يحسب لخماخم لكن هذا النجاح تلته للأسف انتدابات جلها فاشلة حتى بعد أن تمت عملية اندماج مع الملعب الصفاقسي حيث تم انتداب 8 لاعبين يتقدمهم البولعابي ولم يلعب منهم أحد. لقد نبّهنا سابقا خماخم الى كثرة الانتدابات والتي فاقت 30 لاعبا منذ توليه الرئاسة جلّهم فشلوا وكلفوا كاسة النادي أموالا طائلة وهذا دون اعتبار التعاقد مع 8 مدربين في ثلاثة مواسم من جنسيات عديدة ومدارس مختلفة من الأرجنتين والبرتغال والمنتنغرو وهولندا وتونس... وأكدنا أن هذه السياسة ساهمت في حصول عدم استقرار على المستوى الفني صاحبه عدم استقرار على مستوى الاطار الاداري حيث طالت التغييرات عديد الوجوه التي تمّ تكليفها بمهمهات حسّاسة وتم الاستغناء عليها ثم إعادتها من جديد، ونذكر منهم سلمان بن رمضان وناصر نجاح ومعز المستيري الى جانب الأستاذ محمد جليل الذي عيّن نائب رئيس على الورق رغم أنه يملك خبرة وكفاءة لا يستهان بها ودراية بأسرار المهمة التي كلف بها. القيادة المشتركة والغريب أنه يتم في النادي الصفاقسي وكما هو الشأن في جل الفرق الكبرى الكشف على الديون والمصاريف ولا تكشف المداخيل وتفتقد الرؤية الواضحة والاستراتيجية التي يشترك فيها عديد الأطراف علي المدى القريب والمتوسط والبعيد وذلك في غياب رجالات النادي وكبار المموّلين التقليديين. للخروج من هذا الواقع لا شك ان خماخم مطالب بالتخلي عن القيادة المنفردة وضمان تسيير الفريق كما تسير المؤسسات الاقتصادية ولا بد بالتالي من أن يفتح الأبواب علي مصراعيها بروح رياضية عالية وبكثير من التنازل لكل القادرين على الإضافة ماليا وأدبيا من رؤساء سابقين ومسؤولين متميّزين ولاعبين سابقين. لقد حاولنا مناقشة خماخم في هذه المسائل وفي عديد الملفات التي تنفع النادي وتؤمن حاضره ومستقبله لكنه لم يأخذ الأمور بالجدية المطلوبة ولم يشعرنا بأنه مستعد لسماع رجال الاعلام المهتمين بمسيرة النادي الصفاقسي بعاصمة الجنوب وخارجها ومن ثمة فنحن نعتقد أنه قد حان الوقت للمصارحة ومشاركة الأحباء في البرامج المستقبلية حتى لا يدخل خماخم الذي نعرف مدى تعلقه وحبّه للنادي في مغامرة أخرى يصعب التكهن بنتيجتها خاصة وهو يراهن على خدمات الممرن التونسي فتحي جبال .