بعد أن كان من المنتظر إحياء حفلي افتتاح واختتام أيام قرطاج السينمائّية بقاعة الكوليزاي بالعاصمة اكدت ادارة المهرجان ان التظاهرة ستقام في مدينة الثقافة في حين كشف صاحبها لسعد قوبنطيني ان تنظيم المهرجان بالكوليزي كان حلما انتظره نجيب عياد في المقابل عارضته إدارته. تونس الشروق أسندت وزارة الشؤون الثقافية دعما ب200 الف دينار لترميم قاعة الكوليزي بعد أن اهترأت كراسيها وبلاطها وتراجعت حتى على المستوى التقني صورة وصوتا وهو ما جعلها غير مؤهلة السنة الفارطة لاحتضان فعاليات ايام قرطاج السينمائية، وقد اثار افتتاح الدورة الفارطة من ايام قرطاج السينمائية في مدينة الثقافة انتقادات عدة اذ يرى عدد من المتابعين لهذا الشأن انه بتغيير الفضاء فقدت التظاهرة رونقها ورمزيتها المرتبطة بشارع الحبيب بورقيبة أين تقع الكوليزي. وكان من المنتظر ان تنته اشغال القاعة في شهر اكتوبر الجاري قبيل انطلاق ايام قرطاج السينمائّية في المقابل اعلنت الهيئة المديرة للأيام ان الإفتتاح سيكون في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة لعدم جاهزية قاعة الكوليزي. وفي توضيحه لهذه المسألة قال صاحب القاعة لسعد قوبنطيني للشروق ان عدم جاهزيتها هو من بين الأسباب لكنه ليس سببا مباشرا، مشيرا في ذات السياق ان نجيب عياد كان حريصا على تنظيم حفلي الإفتتاح والاختتام في الكوليزي مؤكدا ان الراحل قال له في اكثر من مناسبة انه يريد العودة بالأيام الى قاعة الكوليزي والى العاصمة وشارع الحبيب بورقيبة تحديدا الا ان فريقه كان ضده حسب تصريحه مضيفا ان عياد طلب منه اعانته على تحقيق هذا الحلم الذي اندثر مع رحيله. لسعد قوبنطيني قال ايضا «صحيح ان القاعة حاليا غير جاهزة لكن ادارة المهرجان ليست حريصة على تنظيم المهرجان في الكوليزي ولو ارادت ذلك لكانت جاهزة...» مشيرا في ذات الصدد ان زوجة نجيب عياد ارادت تنظيم سهرة تكريم الراحل بفضاء الكوليزي لكن تبقى ادارة المهرجان هي المقرر النهائي لذلك على حد تعبيره. عدم إتمام اشغال قاعة الكوليزي لا يعني انها معطلة تماما حسب صاحبها الذي أكّد انها قادرة على احتضان عروض الدورة خاصة وانها تحتوي على 1000 مقعد جاهز حاليا للإستعمال وهي أيضا بصدد العرض حسب تصريحه. وتنته اشغال ملكة القاعات نهائيا يوم 14 نوفمبر القادم وقد شرعت الشركة الإيطالية المكلفة بمهمة الترميم بتونس منذ أوت الماضي في الأشغال الرسمية داخلها والتي شملت الأرضية والجدران والكراسي وجل التجهيزات التقنية... وتأسست قاعة الكوليزي سنة 1932 من قبل رجل اعمال إيطالي، ويُطلق عليها اسم «ملكة القاعات» أو«أم القاعات»، باعتبارها من أقدم المسارح والوحيدة في العاصمة، واحتضنت الكوليزي أول افتتاح أيام قرطاج السينمائّية سنة 1966 وجاء لفظ «الكوليزي» باللغة الفرنسية من كلمة «كولوسيو» باللغة الإيطالية، وهو اسم المسرح الأثري العملاق في روما.
