أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم أنها ستعقد جلسة عامّة خَارقة للعادة يوم 20 ديسمبر القادم في أحد فنادق العاصمة. وقد شدّدت الجامعة في بيان رسمي على أن الجلسة المُنتظرة سيقع تخصيصها لتنقيح جملة من النُصوص القانونية بشكل يجعلها تتماشى ولوائح ال»فيفا» هذا دون المساس بشروط الترشح لعضوية المكتب الجامعي. وقد أثار خبر الجلسة العامّة جدلا واسعا وكشف عن جانب مُهمّ من النقاشات والتحركات التي تقوم بها بعض الجهات استعدادا للمَعركة الانتخابية التي من المفروض أن تُجرى في شهر مارس 2020: أي بعد نهاية العُهدة الثانية لوديع الجريء. مُشاورات يَعتبر عدد من النجوم السابقين للمنتخب أن الرئيس الحالي للجامعة وضع يده على اللّعبة لمدة 8 سنوات وقد عاشت الكرة التونسية خلال عهد الجريء انحرافات خطيرة وتجاوزات كبيرة بداية بالتسجيلات الصّوتية حول التلاعب بنتائج المُباريات وصولا إلى تدليس الإجازات كما حصل مؤخّرا مع النادي الخزقي. ويعتقد عدد من اللاعبين السابقين أن الوقت حان لتعود الكرة التونسية إلى أصحابها الأًصليين بعد تحريرها من قبضة «المنظومة» التي استولت عليها مُستخدمة كلّ الوسائل المُتاحة على غرار تطويع القوانين واغراق الجمعيات بالمال والسيطرة على الصّافرة التحكيمية وكذلك استقطاب ما استطاعت من إعلاميين لتبييض صُورتها وضمان استمراريتها. وفي هذا الإطار تحرّك مُدافعنا الدولي السابق وأحد أبطال «كَان» 96 فريد شوشان لإقناع العديد من ال»كَوارجية» بأهمية الاستيقاظ من غَفلتهم وتوحيد صُفوفهم في سبيل التغيير وإعادة الكرة إلى أهلها وناسها. والحديث طبعا عن الشرفاء والأكفاء خاصّة أن قيادة الكرة التونسية مسؤولية ثقيلة وتحتاج إلى خبرات كبيرة في الرياضة والقانون والمالية والطب... كما لا ننسى أيضا أن الترشّح يخضع إلى جملة من الشروط منها توفّر عدد معيّن من المباريات الدولية بالنسبة إلى ال»كوارجية» فضلا عن المستوى التعليمي والأٌقدمية في التسيير الرياضي بالنسبة إلى بقية الراغبين في خَوض الانتخابات. هذا وتؤكد المعلومات التي بحوزتنا أن شوشان تحادث مع عدّة أسماء على رأسها القائدان السابقان للمنتخب رياض البوعزيزي وخالد بدرة قصد تَحسيسهما بأهمية تكوين «حلف» يضمّ في صفوفه خِيرة اللاعبين الدوليين وأفضل المسؤولين الرياضيين. ومن المُحتمل أن يخوض هذا «التكتّل» «معركة استرداد الكرة» بدعم من كل الجهات والجمعيات المُؤمنة بحاجة اللعبة إلى نفس جديد وهواء نَقي بعد أعوام من العُنف والإنحراف. تحركات جدية أم مجرّد فرقعة إعلامية؟ في الوقت الذي يتحرك فيه اللاعبون السابقون ل»قلب النظام» وتحرير الكرة التونسية من «الدكتاتورية» يعتقد البعض أن مجهودات المُعارضين قد تكون مجرّد فرقعة إعلامية وقد تذهب «تَحالفاتهم» وتضحياتهم في مهبّ الرّيح خاصّة أن التجارب السابقة أكدت أن الجريء يحظى بالولاء المُطلق للجمعيات المُتربطة معه بمصالح مُشتركة (التمويل والتحكيم وأشياء أخرى). ويظن أصحاب هذا الرأي أن الرئيس الحالي للجامعة قد يُحقّق انتصارا ثالثا وساحقا إذا تأكد ترشّحه لولاية جديدة. ولاشك في أن «الكَوارجية» لا يُناسبهم خوض «حرب» خاسرة أولعب دور «الطّرطور» كما حصل مع جلال تقية في انتخابات 18 مارس 2016. وما هو ثابت أن الكرة التونسية مقسومة إلى حِزبين: واحد ينشد التغيير والثاني يدافع عن بقاء «المَاكينة» الحالية بما تَتضمّنه من جمعيات مُناشدة وحكّام مُوالين وإعلاميين مُطيعين وحتى بعض المُحلّلين الذين انخرطوا بدورهم في جَوقة التبندير كما هو شأن الجزيري والواعر.