هي من الوجوه السينمائية التونسية الشابة التي اختارت الهجرة والاستقرار في القاهرة لتأسيس وتأثيث مسيرة إبداعية ركيزتها الأساسية السينما والبحث في قضايا المراة ومشاغلها ونضالاتها على أكثر من صعيد من خلال أفلام تصوغها من رحم الحياة ونضال المرأة. جيهان إسماعيل عادت الى تونس تحدوها رغبة في بعث شركة انتاج تفتح الافاق للشباب للتعبير عن الذات وصياغة التفاؤل والحداثة والتطور. * ماذا تقول جيهان إسماعيل عن بدايتها الفنية؟ - البداية كانت تحت اشراف الفنان المسرحي القدير حمادي المزي الذي امن بقدراتي ومكنني من خوض تجربة التمثيل المسرحي من خلال دور هام في مسرحية «حفلة الباكالوريا» عن نص للكاتب الكبير عزالدين المدني وكان ذلك سنة1996, * لكن سرعان ما اختفيت عن الساحة الإبداعية التونسية؟ - لم اختف بل اخترت الهجرة الى القاهرة بحثا عن فضاء جديد لممارسة الابداع المسرحي والسينمائي كما اراه واريده * هي هجرة اختيارية؟ - فعلا كانت هجرة اختيارية حيث تخصصت في دراسة الإخراج السينمائي تحت اشراف الأستاذ القدير السينمائي المعروف علي بدرخان ...كما كانت لي تجربة في الإنتاج التلفزيوني بقناة « الحدث» واشرفت على انتاج مسرحية مع المركز الثقافي الدانماركي. وكان « فستان فرح» اول فيلم سينمائي وهو من النوع القصير من اخراجي وقدمته لأول مرة في تونس في الدورة الأخيرة للمهرجان السينمائي الدولي النسائي « عيونهن» في الحمامات. * انها المرة الأولى التي تشاركين فيها في مهرجان سينمائي؟ - ليس الامر كذلك فقد سبق ان شاركت في مهرجانات سينمائية بالكاف في تونس الى جانب مهرجان الاسماعلية السينمائي بمصر ومهرجان أولاد شيماء بأغادير في المغرب. * لكنك في الدورة الثلاثين لأيام قرطاج السينمائية التي ودعناها السبت الماضي اكتفيت بالحضور فقط؟ - لا أخفى سرا اذا قلت ان رغبة جامحة كانت تحدوني للمشاركة بفيلمي « فستان فرح « في الأيام، بل أقول انني كنت مصرة على المشاركة فبادرت بتقديم ترشحي الى إدارة الأيام التي لازمت الصمت. * كيف ذلك؟ - انتظرت موقفها الرسمي لكن شيئا من ذلك لم يحدث فلم تجبني ولم تتحدث الي لا سلبا او إيجابا ...انتظرت تبريرا لعدم قبول ترشجي لكنها لازمت الصمت. * لم تتصلي بإدارة الأيام لمعرفة سبب عدم الرد؟ - ليس من عادتي طرق الأبواب لذا لم أسع لمعرفة سبب هذه اللامبالاة في الرد والتفاعل مع كل سينمائي يبدي تحمسا للمشاركة في تظاهرة في حجم وقيمة أيام قرطاج السينمائية سلبا كان إيجابيا هذا التفاعل. * ستعيدين الكرة وتترشحين مرة أخرى؟ المشاركة في أيام قرطاج السينمائية تبقى من احلامي التي سأعمل على تحقيقها.. وسأترشح من جديد في الدورة القادمة بإذن الله * كيف تقدمين « فستان فرح»؟ - «فستان فرح»...هو باكورة أعمالي في الإخراج، و الفيلم يجسد طموحات الفتاة العربية البسيطة التى تتمنى الاستقرار وتكوين أسرة من خلال الزوج وقصة العمل تدور حول (مريم) التي تجسد دورها الممثلة الواعدة (نورا القولي)، تلك الفتاة التي تعمل في معمل لتصنيع فساتين حفلات الزفاف، ومع تردد الفتيات لتصميم فستان الزفاف، يراود (مريم) حلم أن تكون إحداهن في يوم من الأيام، وهو ما يجعلها تفقد وظيفتها بسبب هذا الحلم. (فستان فرح) قصة وسيناريو وحوار جيهان إسماعيل بالاشتراك مع غادة المصري، وبطولة نورا القولي ومجموعة من الوجوه الشابة منهم يسرا شهدي ونورة جمال، ومدير التصوير باسم سعد الدين، وإخراج جيهان إسماعيل تحت إشراف المخرج الكبير علي بدرخان. * اخترت ان تكون بدايتك السينمائية بالخوض في احدى قضايا ومشاغل المرأة...ماذا وراء هذا التوجه؟ - اخترت عن اقتناع وحب وايمان واقتناع التخصص والتركيز في اعمالي السينمائية على قضايا المرأة اعتبارا لدورها الريادي والفاعل في بناء المجتمع.. وسأواصل في هذا المجال من خلال انطلاقي حاليا في اعداد عملي السينمائي الجديد القصير «حرب حواء».. المرأة لها دور ثقافي وفكري واجتماعي في صنع وبناء مجتمع سليم مؤمن بهويته ومعتز بجذوره وتاريخه. * ألم يحن بعد التفكير في انتاج وإخراج فيلم طويل؟ - انتاج وإخراج فيلم سينمائي طويل يبقى هدفا ورهانا سأسعى جاهدة لتحقيقه وكسبه. * بعد هذه الغياب.. عدت الى تونس مهد الطفولة والصبا.. كيف وجدتيها؟ - تونس هي الأصل والاساس وعنوان هويتي. فالوالد مصري والوالدة تونسية لذا تراني أكثر حنينا وشوقا لتونس التي وجدتها على غير العادة يلفها الغموض لكن أرى في الأفق القريب نورا.. هو نور الامل لتجاوز هذا الغموض. .. أحب بلدي لذا تراني أكثر حرصا على تنفيذ عديد المشاريع الفنية الإبداعية على ارضها الزاخرة تاريخا وحضارة ...أفكر بجدية في بعث شركة انتاج.. لكن اعترف أنّي أعيش التردد لتنفيذ ذلك * لماذا هذا التردد؟ - أرى أن عديد التشريعات والقوانين مازالت مكبلة لكل رغبة وطموح في الوقت الذي تحدوني فيه الرغبة لبعث فضاء تعبيري للشباب يساهم ويوجه هذه الفئة الى الابتكار ويؤسس لثقافة الابداع والحداثة والتطور. * والحل من منظورك الخاص؟ - توفير الضمانات وتمكين الشباب من التسهيلات في إطار القانون حتى يطلق هذا الشباب العنان في الأفق الرحب لصياغة ابداع وكتابة أناشيد الطموح والتفاؤل والإرادة الحرة . * يبدو أن السينما ابعدتك عن المسرح؟ - المسرح حبي الأول الذي لن انساه أو أتخلى عنه.. وفي الطريق عمل جديد * أنت متفائلة بالمستقبل؟ -نعم أعيش التفاؤل حتى في اشد لحظات الوجع ...فالنور قريب والإرادة الصلبة تقهر المستحيل.