في ظل توقّف نشاط البطولة تحصّل الفريق على راحة بيومين ومن المُقرّر أن يستأنف أبناء الشعباني التمارين بداية من الغد. التحضيرات ستكون منقوصة من العَناصر الدولية التي التحقت بمنتخبي تونس وليبيا للمُشاركة في التصفيات المُؤهّلة ل»كان» 2021. وتضمّ قائمة اللاعبين الدوليين للترجي معز بن شريفية ومحمّد علي بن رمضان وأنيس البدري وياسين الخنيسي وحمدو الهوني. بن شريفية يتألق تألّق معز بن شريفية بشكل لافت في لقاء باردو. ويُمكن القول إنه أنقذ الترجي من هزيمة مُحقّقة بعد أن أحبط مُحاولتين خطيرتين للملعب التونسي في الدقائق الأخيرة من اللّقاء. وقد تصدّى بن شريفية ببراعة كبيرة لهَجمتي «جوي مبينزا» وأيمن الصّفاقسي في ظرف دقيتين (92 و94) وأهدى بذلك فريقه نقطة ثمينة بدل التعرّض إلى هزيمة ظالمة في الوقت القَاتل. وكان معز قد ظهر بمُستوى جيّد في لقاء البطولة العربية أمام أولمبيك آسفي ما يعني أن مردوده الغزير هو نتيجة حتمية للخبرات التي اكتسبها مع الترجي والمنتخب فضلا عن المجهودات الكبيرة في التمارين تحت إشراف مدرب حراس المرمى الناصر شوشان الذي لا نكاد نسمع له صَوتا في وسائل الإعلام لإيمانه بقيمة العمل لا بكثرة الكلام والظهور أمام عدسات الكَاميرا. مُعاناة بسبب الإصابات يلعب الترجي على عدة واجهات وهو ما يجعل عناصره تحت تهديد الإصابات والإرهاق البدني والذهني. ويُعاني الفريق منذ فترة من «كابوس» الإصابات التي تُلاحق أبرز نُجومه آخرهم خليل شمّام الذي تعذّر عليه إكمال لقاء باردو. ويأمل الجميع أن تكون اصابة قائد الفريق خليل شمّام خفيفة حتى يكون جَاهزا لخوض المواعيد القادمة على رأسها لقاء أولمبيك آسفي يوم 23 نوفمبر في رادس (غياب اليعقوبي عن هذا اللّقاء مُؤكد بفعل البطاقة الحمراء). وكان الترجي قد خسر مجهودات عدة لاعبين بسبب الإصابات كما هو شأن عبد القادر بدران وإلياس الشتي وشمس الدين الذوادي وبلال بن ساحة وياسين الخنيسي ومعز بن شريفية وهيثم الجويني. وتَتضاعف متاعب الترجي في ظل الإلتزانات الدولية لعدد من لاعبيه. ومن المعروف أن الترجي لا يخسر مجهودات لاعبيه الدوليين أثناء التحضيرات فحسب بل أن البعض منهم يلتحق بالمجموعة وهو مُحمّل بإصابة. ومن حُسن حظ الترجي أنه يملك زادا بشريا كبيرا وهو ما يُتيح له مُجابهة العائق الناجم عن الإصابات رغم أن البدائل قد لا تُقدّم أحيانا الأداء المأمول. حصيلة ايجابية خاض الترجي 6 مقابلات في البطولة وقد نجح في جمع 16 نقطة من جُملة 18 نقطة مُمكنة. كما أن المردود العام كان مُحترما بل أن الكثيرين يعتقدون أن الفريق في نسخته حالية يتمتّع بالمهارة وأظهر قدرات كبيرة في صِناعة الفرجة كما حصل على هامش ال»كلاسيكو» في صفاقس. ويمكن القول إن الحصيلة طيّبة في سباق البطولة ولاشك في أن الفريق يملك هامشا كبيرا للتطوّر دفاعا وهُجوما. ولا يختلف عاقلان حول الثغرات الموجودة في الخط الخلفي كما أن الهجوم بدوره في حاجة إلى نجاعة أكبر حتى يسجّل بإنتظام ولا يصوم عن التهديف كما حدث في لقاء باردو المُنتهي بالأصفار. وهذه المرّة الأولى التي يُخفق فيها هجوم الترجي في التسجيل. وقد خاض الفريق 11 مباراة بين البطولة والكأس العربية و»الشومبيانزليغ» ولم يفشل أبناء الشعباني في هز الشباك إلا في «الدربي» الأخير أمام «البقلاوة». موعد ال»دربي» توقّفت البطولة عن النشاط لفسح المجال للمنتخب لخوض الجولتين الأوليين من التصفيات المؤهلة ل «الكان» وذلك أمام ليبيا وغينيا الاستوائية يومي 15 و19 نوفمبر. ومن المفروض أن تستأنف البطولة نشاطها بإجراء منافسات الجولة التاسعة في 23 و24 نوفمبر. وتتضمّن هذه الجولة اللقاء الأهمّ والأضخم في تونس وهو «دربي» العاصمة بين الترجي والنادي الافريقي. وفي ظل التزامات الترجي في الكأس العربية فإن لقاء الأجوار سيتمّ ترحيله إلى ديسمبر وربّما جانفي خاصة أن رزنامة الترجي تزدحم بالمواعيد المحلية وكذلك الدولية مثل الكأس العربية ورابطة الأبطال والمُونديال. الجدير بالذّكر أيضا أن الترجي مازال منقوصا من مُقابلتين ضدّ سليمان والنجم لحساب الجولتين الرابعة والسابعة.