تونس -الشروق - اليوم يفتتح البرلمان الجديد اعماله في مشهد يتميز بالتشتت ، وهو من اهم العناصر التي تجعل اليوم مسألة اختيار رئيس البرلمان امرا صعبا لاشك انه سيسبب الكثير من التجاذبات ومحاولة التوافقات واخذ ورد كثير، لكن اختيار رئيس البرلمان سيحدد مآل نشكيل الحكومة المقبلة ضمن عملية سيكون فيها الكثير من المساومات والترضيات والتنازلات وكثيرا من ردود الفعل المستاءة كذلك. الاكيد ان هذه الجلسة الافتتاحية ستكون مشوقة وحبلى بالمفاجآت مما يعني ان الرئيس المرتقب والذي يراه الكثيرون متمثلا في هيئة رئيس حركة النهضة باعتبار حزبه قد تحصل على الاغلبية. لكن في ضوء ماصدر من تصريحات وتصريحات مضادة لزعماء الاحزاب فان الامر بالتأكيد لن يكون سهلا وان المخاض سيكون صعبا ومضنيا. الجلسة العامة التي ستنعقد اليوم تُمثل رسميا بداية المدة النيابية للبرلمان الحالي ، وستنطلق الجلسة بكلمة للنائب الأول لرئيس البرلمان المنتهية مهامه ، عبد الفتاح مورو ثم يسلم رئاسة البرلمان الى اكبر النواب سنا ويساعده في الرئاسة اصغر نائبة واصغر نائب. أداء اليمين يؤدي رئيس الجلسة ومساعداه اليمين الدستورية ويقوم الرئيس بدعوة الأعضاء إلى أداء القسم الجماعي (اليمين الدستورية) الذي ينص على "أقسم بالله العظيم أن أخدم الوطن بإخلاص وأن ألتزم بأحكام الدستور وبالولاء لتونس". النائب الأول لرئيس البرلمان المنتهية مهامه ،سيسلم رئاسة البرلمان لنائب حركة النهضة راشد الخريجي ،البالغ من العمر 78 سنة (مولود في 22 جوان 1941) وسيساعده في رئاسة البرلمان اصغر نائبين وهما النائب، عبد الحميد مرزوقي عن حزب "قلب تونس" البالغ من العمر 24 سنة من مواليد (مولود في 8 سبتمبر 1995) وتساعده أصغر النائبات سنّا وهي مريم بن بلقاسم عن حركة النهضة البالغة من العمر 27 سنة (مولودة في 11 أوت 1992) الترشح لمنصب الرئيس رئيس الجلسة العامة ، بعد إلقاء كلمته، يعلن عن فتح باب الترشح لمنصب رئيس مجلس نواب الشعب ونائبيه الأول والثاني اللذين يتم انتخابهما بشكل منفصل لكل منهما ، بالأغلبية المطلقة لعدد النواب (109 أصوات). مع التأكيد على ان رئيس الجلسة العامة يمكنه الترشح لمنصب رئيس البرلمان ، والجدير بالذكر ان الأسماء التي ستتنافس على منصب الرئيس هي راشد الغنوشي عن حركة النهضة وغازي الشواشي عن التيار الديمقراطي ورضا شرف الدين عن حزب قلب تونس وعبير موسي عن الحزب الدستوري الحر. أولى نشاطات البرلمان ستكون باحداث لجنة خاصة تتكون من 7 أعضاء ستكون مهمتها الأساسية الاشراف على انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه واحصاء أصوات النواب ، ثم من المنتظر ان يتم تشكيل لجنة خاصة تُشرف على مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2020 ومشروع ميزانية الدولة لسنة 2020 إضافة الى مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2019 ، وستنتهي مهام هذه اللجنة فور المصادقة على هذه النصوص وتتشكل بعدها لجنة المالية بصفتها لجنة قارة في البرلمان تعمل على امتداد خمس سنوات وتتشكل بالتمثيلية النسبية . انتخاب الرئيس ينص الفصل 11 من النظام الداخلي للبرلمان على ان ""يُنتخب رئيس مجلس نواب الشعب بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس.في صورة عدم الحصول على هذه الأغلبية يجرى اقتراع ثان بين المترشّحين المحرزين على أكثر عدد من الأصوات في الاقتراع الأوّل.وفي صورة تساوي الأصوات يرجّح المترشّح الأكبر سنا، فإن انتفى فارق السن يتم اللجوء إلى القرعة لتحديد الفائز.ويعلن رئيس الجلسة عن اسم المترشح الفائز." انتخاب نائبي الرئيس ينص الفصل 12 من النظام الداخلي للبرلمان على ان "يتولّى المجلس بعد ذلك وفي نفس الجلسة انتخاب النائب الأوّل للرئيس ثمّ نائبه الثاني بنفس الطّريقة المعتمدة في انتخاب رئيس المجلس."