قبل إجراء هذا الحديث مع الحارس أيمن دحمان كنت أتساءل هل بدأ يدبّ في داخله شعور بالغرور وكيف تخرج من مركز التكوين للنادي الرياضي الصفاقسي نشط منذ كان عمره لا يتعدى تسعة سنوات ليصبح الحارس الأساسي بعد أن أنجبت السي آس آس حارسا من داخل هذه المدرسة الكروية العريقة منذ السبعينات عملاقا ومتميزا اسمه عبد الواحد بن عبد الله. كل هذه الأسئلة وغيرها بقيت تتخمر في ذهني حتى فتحت الحوار مع شاب مهذب ولطيف وكان للشروق هذا الحديث الشيق والمثير. هل أنت راض على المردود الجماعي وحضورك البدني والذهني بعد أن عوّضت الحارس رامي الجريدي؟ بصراحة كلما تتجدد في الثقة أشعر أنني أمام امتحانات جديدة تتطلب مني مزيد المثابرة والتركيز ومضاعفة المجهودات لتقديم مردود أفضل يرضي ضميري ويلقى استحسان لدى الجماهير العاشفة لفريق بعث ليبقى مدرسة للفن الكروي والأخلاق العالية . لكن شعرنا في فترة سابقة أنك دخلت في فترة فراغ وكانت هفواتك لا تغتفر وخاصة تقبلك لهدف شهير أمام فريق النفط العراقي فيه الكثير من قلة الخبرة فكيف نفسر ذلك؟ نعم ما قلته عين الصواب وقد كانت لي تلك الأزمة وذلك الخطأ الذي لا يغتفر أفضل امتحان لي وأهم تجربة في حراسة المرمى وقد تخطيت مرحلة صعبة بفضل دعم وتشجيع كل زملائي والممرن مرزوق وعائلتي المصغرة وخاصة رئيس النادي السيد المنصف خماخم الذي شجعني بطريقة الأب لابنه وراهن على إمكاناتي والحمد لله كنت في مستوى المسؤولية. دعوتك مرة أخرى للمنتخب الوطني كيف تقبلتها وماهو أحاسيسك وأنت حارس معوض لفترة طويلة وما هي طموحاتك؟ بدون رمي ورود أو مجاملة أقول إنني في كل مناسبة تتجدد فيها الثقة في دعوتي للمنتخب الوطني أشعر بجسامة المسؤولية وتعلقي بشرف الانتماء إلى مجموعة تعتبر نخبة متميزة حتى وأنا على بنك الاحتياط تبقى طموحاتي كبيرة وأعتبر نفسي جنديا لا يتردد في الدفاع عن سمعة وتاريخ المنتخب الوطني الذي أنجب عمالقة . وكل ما أتمناه أن أجد نفسي يوما الحارس الأساسي باستحقاق. لكن هناك من يعتقد أن لك بعض المشكل على مستوى الكرات العرضية رغم البراعة في مجالات أخرى مثل التصدي لضربات الجزاء ؟ نعم احترم رأى المختصين وأخذت هذه الملاحظات منذ مدة بعين الاعتبار وسوف أتلافى كل النقائص بالعمل المتواصل والجدي وقد كسبت خبرة لا يستهان بها عندما تمت دعوتي للحضور في تصفيات كأس العالم بدون مشاركة وهنا لا بد أن أوجه تحية تقدير واحترام لجامعة كرة القدم وعلى رأسها السيد وديع الجريء ومن معه من الذين يعرفون السر الحقيقي لتشجيع اللاعبين وتهيئتهم للمستقبل وهذا أمر هام بالنسبة لي وزادني ثقة في النفس وتحمل المسؤولية المناطة بعهدتي. تساءل اللاعب السابق وليد الهيشري لماذا لا تتم دعوة الحارس عاطف الدخيلي مكان أيمن دحمان لأنه قبل هدفا وحيدا في ثمانية جولات فما هو ردك وموقفك في ذلك؟ أوافق اللاعب الكبير وليد الهيشري على أن الحارس عاطف الدخيلي من طينة الحراس المتميزين وهذه حقيقة بالنظر الى لما قدمه و لكن لا أعتقد أن الطاقم الفني المتميز في المنتخب الوطني قد يتأثر برأي لاعب أو جمهور اذ لهم من الحرفية ما يكفيهم لاختيار النخب التي يرونها صالحة لتمثيل البلاد في المحافل الكروية الدولية. من هو أفضل ممرن حراس دربك لحد الآن؟ كل الذين أشرفوا على تدريب الحراس على مستوى عال جدا وأعتبر أن الممرن أنيس بن مقداد قدّم لنا إضافة ووفر لنا أجواء التألق والعمل الجدي. نعود للنادي الصفاقسي: فما هي طموحاتكم في المستقبل وحظوظكم في المنافسات الوطنية والقارية؟ بعيدا عن الغرور أقول إننا حاليا كمجموعة عرف كيف يوظفها الممرن القدير فتحي جبال واستطاع أن يدخل روح التفاني وحسن التمركز وتنفيذ الخطط التكتيكية وسوف تفتح لنا المجال للعب الأدوار الأولى على الصعيد الوطني في سباق البطولة والكأس وهنا أناشد الجمهور الوفي الذي أتفهم غضبه والذي لا يدافع إلا عن راية ال«سي آس آس» بأن يبقى إلى جانبنا ويصبر ولو القليل علينا وأن يمد يد المساعدة ماديا وهنا أوجه كلامي إلى السادة رجال الأعمال أصيلي الجهة بصفاقس والعاصمة لتقديم ولو القليل ونحن كلاعبين صبرنا كثيرا وسنواصل تحمل مسؤولية إبعاد الفريق عن شبح الأزمات المالية التي أصبحت آفة كل الفرق التونسية بدون استثناء وسوف تكون لنا كلمة الفصل في المسابقات الكبرى بإذن الله... ونتمنى أن ينصفنا الحكام ويعطون لكل ذي حق حقه . هل لك أن تقارن بين الممرن السابق المونتيغري نبيوتشا وفتحي جبال؟ لست في مستوى تقييم الممرنين لكن الإضافة التي قدمها لنا فتحي جبال سوف تعطي ثمرتها في القريب العاجل وسوف يكشف الجميع أنه ماسك بأسرار اللعبة. من هو الفريق التونسي الذي شد انتباهك في بطولة هذا الموسم لحد الآن؟ بصراحة فريقين أعتبرهما قدما أفضل عروض كروية ولعبا بالكثير من الدفاع عن «المريول» هما النادي الإفريقي وخاصة الاتحاد الرياضي المنستيري الذي أبهر الجميع بما يمتميز به أبناؤه من إبداعات ومخزون كروي كبير وحسن انتشار فوق الميدان... وتبقى الجولات القادمة قد تكشف عن فرق أخرى لأن التقطع في البطولة منذ البداية يجعل مردود جل الفرق غير مستقر . كلمة حرة أطالب كل الجماهير التونسية أن تتنقل يوم الجمعة القادم 15 نوفمبر إلى الملعب الأولمبي برادس لتشجيع المنتخب الوطني لأن اللقاء سوف يكون حماسيا رغم أن المنتخب الوطني أفضل من منافسه رغم حماس أبناء المنتخب الليبي وقائدهم الممرن فوزي البنزرتي.