بعد ما يقارب اليومين من التصعيد بين الاحتلال الاسرائيلي وغزة، لمّح وزير صهيوني إلى إمكانية اجتياح قوات الجيش للقطاع المحاصر، في وقت تقوم فيه مصر بتكثيف جهودها من أجل التهدئة. القدسالمحتلة (وكالات) وقال وزير الطاقة الصهيوني يوفال شتاينتس، امس، إن سلطات الاحتلال تجري استعدادات من أجل توسيع الهجوم العسكري على غزة «بما في ذلك اجتياح القطاع». وصرح شتاينتس لصحيفة «يديعوت آحرونت»، قائلا إنه «إذا لم توقف حركة حماس عن إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، فستكون العملية البرية مطروحة». ويأتي هذا التصريح في وقت أظهرت صور ومقاطع فيديو حشودا لآليات عسكرية صهيونية على حدود قطاع غزة. وفي المقابل، قالت الفصائل الفلسطينية في غزة، عبر ما تعرف ب»الغرفة المشتركة للفصائل»، إنها «ستكمل مشوارها في الرد على العدوان الإسرائيلي»، وفق ما نقلت وسائل إعلام فلسطينية. ومع تفجر موجة العنف الحالية، اول امس، سارعت مصر إلى إرسال وفد أمني إلى تل أبيب في محاولة لوقف إطلاق النار. كما أدارت مباحثات مماثلة مع الفصائل الفلسطينية. ومن جانبه، وصف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف التصعيد في غزة بأنه «خطير جدا». وكان ملادينوف غادر تل أبيب في وقت سابق أمس متوجها إلى القاهرة. حيث اجتمع مع المسؤولين الأمنيين المصريين. وأفادت «سكاي نيوز» بأن ملادينوف بدأ اجتماعات مع ضباط جهاز المخابرات العامة المصرية المسؤولين عن الملف الفلسطيني. وقالت إن المباحثات بين الطرفين تدور حول كيفية وقف التصعيد، وتجنيب سكان القطاع ويلات المعارك التي قد تتطور. وقال مصدر دبلوماسي لوسائل إعلام صهيونية إن مصر تحاول إقناع الأمين العام لحركة الجهاد زيادة نخالة بالحضور إلى القاهرة، من أجل إجراء مباحثات تقود إلى التهدئة بين غزة والكيان الصهيوني. ومن جهتها أكدت حركة «حماس»، أنها «ستدخل المعركة» في حال استمر القصف الصهيوني على قطاع غزة، وفقا لوكالة «معا». وشدّدت «حماس» في بيان صدر في وقت سابق أمس، أنها «لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بفرض معادلاته وسياساته» على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن «عليه دفع ثمن حماقاته ودخوله في مقامرة غير محسوبة العواقب». وقالت إنها «ستبقى الدرع الحامي لهذا الشعب. ولن تتخلى عن واجبها في الدفاع عنه وحماية مصالحه، وردع الاحتلال المجرم، والتصدي لعدوانه مهما بلغت التضحيات». وأشارت الحركة إلى أن «هذه الجرائم المستمرة التي يرتكبها العدو الصهيوني هي بمثابة عدوان صارخ على شعبنا ومقاومته الباسلة وأهلنا في القطاع. وتعكس العقلية الإجرامية التي يتعامل بها العدو الصهيوني مع غزة وأهلها المحاصرين». ومن جهة أخرى على المستوى الميداني ، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 23 فلسطينيا استشهدوا من جراء التصعيد الصهيوني، من بينهم 3 أطفال وسيدة. فيما أصيب 70 آخرون. وأوضحت الوزارة أن 13 فلسطينيا استشهدوا منذ صباح أمس من جراء الغارات والقصف الصهيوني على مناطق متفرقة في القطاع، وفق وكالة «وفا» الرسمية الفلسطينية. ويأتي ذلك بعد يوم شهد تصعيدا كبيرا، بدأ بعملية اغتيال القيادي في حركة الجهاد بهاء أبو العطا، في قصف استهدف منزله شرقي مدينة غزة.وقتلت في الغارة أيضا زوجته. وفي المقابل، قال جيش الاحتلال إن الفصائل الفلسطينية أطلقت نحو 220 صاروخا، متحدثا عن إسقاط نحو نصفها عبر منظومة «القبة الحديدية».