اعتبر تقرير كبير المفتشين الامريكيين عن الاسلحة في العراق تشارلز دوليفر ان الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي يقود المقاومة حيث ابلغ جنرالاته عشية الغزو ان يصمدوا اسبوعا ثم يتركوا الامر له. ورأى دوليفر في تقريره ان صدام حسين بدأ يعتقد ان الغزو الامريكي قادم لا محالة في جانفي 2003 لكنه اعتقد ان قواته قادرة على الصمود لمدة شهر واحد على الاقل وان وصول الامريكيين لن يكون سريعا الى العاصمة بغداد. وحسب التقرير فإن الجماعة التي كانت حول صدام حسين قدمت له معلومات غير صحيحة مما يعني ان العراق عشية الحرب لم تكن لديه خطة دفاعية واضحة. وأضاف التقرير ان صدام اجتمع مع وزرائه في 19 مارس 2003 اي ليلة بداية الحرب وذلك لاخر مرة وردد ثلاث مرات أن عليهم الصمود لاسبوع وهو سيتولى الامر. ورأى تقرير دوليفر ان صدام لم يختلف من المشهد الا بعد افريل 2003 وحاول الدعوة الى المقاومة لاعتقاده ان العراقيين لن يقبلوا بالمحتل، وكان يرى ان المواجهة ستتحول من حرب نظامية الى حرب عصابات. وحسب صحيفة «القدس العربي» اللندنية فان من نقل هذه المعلومات الى المحققين الامريكيين اعتقدوا ان صدام كان لديه سلاح سري اي اسلحة دمار شامل وهو ما ادى الى غموض وتشويش في القيادة العراقية لكن ما اتضح الان هو مقاومة ضد قوات الاحتلال. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية ان اجهزة المخابرات الامريكية كان لديها اعتقاد بأن خطط المقاومة ربما كانت جاهزة قبل الغزو مشيرة الى ان تقرير دوليفر قدّم صورة جديدة وواضحة عن الايام الاخيرة للنظام العراقي. وحسب «نيويورك تايمز» فقد اقام دوليفر رؤيته هذه على مقابلات مع عدد من اركان نظام صدام من بينهم طارق عزيز نائب رئيس الوزراء، والذي يزعم التقرير انه قدّم شهادة مكتوبة. اعتبر دوليفر ان فشل الادارة الأمريكية في التكهن بحدوث عمليات مقاومة من اكبر الاخطاء في قراءة مزاج صدام حسين. وحسب هذا التقرير فإنه حتى ثلاثة أيام من بداية الغزو كانت ال»سي. اي. ايه» تتلقى معلومات وصفها بالحقيقية والموثوقة عن ان صدام قرر استخدام الاسلحة الكيمياوية. ومع ان التقرير لا يقدم تفاصيل مدى الخطط العراقية للمقاومة الا أنه يشير الى أوامر صدرت للقادة في القواعد بين أوت 2002 وجانفي 2003 بإخفاء ونقل المعدات الثقيلة والاسلحة. وتحدث التقرير عن فرع في المخابرات العراقية (أم 14) الذي أشرف على المشروع المسمى بمشروع التحدي. ويقول تقرير دوليفر ان المشروع قام بتدريب متطوعين عرب في عمليات زرع المتفجرات والقنابل اليدوية في معسكر خارج بغداد.