وَصلت بعثة الترجي إلى الدار البيضاء في ظروف طيّبة. وقد حظي مُمثّل تونس بحفاوة كبيرة من قبل مسؤولي الرجاء في سيناريو مُشابه لما حصل أثناء الرحلة السابقة إلى آسفي. ولاشك في أن هذا الإستقبال الحَار يهدف إلى تأكيد العلاقات القوية بين الأندية التونسية والمغربية ومن بينها الترجي والرّجاء. ومن غير المُستبعد أن تتعزّز هذه العلاقة بعقد شراكة تجسيما للوعود التي أطلقها في وقت سابق رئيس فرع كرة القدم بالترجي رياض بالنور الذي أشاد بالروح الرياضية العَالية للرجاء بعد أن خصّص مَمرّا شرفيا للترجي على هامش المقابلة التي جمعت بين الناديين في كأس ال»سُوبر» في ضِيافة قطر. رسالة شكر بالتوازي مع الحفاوة التي حظي بها وفد الترجي من قبل الرجاء استقبل أعوان الخطوط التونسية أبناء الشعباني بطريقة رائعة لحظة وُصولهم إلى مطار محمّد الخامس بالدار البيضاء. وقد اقترن هذا الإستقبال البَاهر بتوزيع الهدايا على كافة أعضاء البعثة الترجية وهو ما دفع هيئة حمدي المدب إلى توجيه رسالة شكر إلى مُؤسّسة «التونيسار» التي تُصارع من أجل تقديم خدمات جيّدة وحتى تنتصر لسُمعتها وتاريخها الكبير خاصّة في ظلّ المَظاهر السلبية التي تشهدها هذه الشركة بين الحين والآخر. احتياطات أمنية ستدور قمّة الدار البيضاء وسط اجراءات أمنية مُشدّدة. وهذه الإحتياطات مفهومة خاصّة أن الأمر يتعلّق بلقاء كبير وسيشهد حُضورا جماهيريا قياسيا بدليل أن الفريق المغربي كان قد أعلن عن نفاد التذاكر المُخصّصة لأنصاره (الرّجاء طرح 32 ألف بطاقة للبَيع فضلا عن امتلاكه 13 ألف اشتراك سنوي). وبالتوازي مع كَثافة الحُضور الجَماهيري، اتّخذت السلطات المغربية احتياطات اضافية لتأمين الجماهير الترجية وتفادي كلّ الانفلاتات المُحتملة خاصة أن اللقاء ستحتضنه الدار البيضاء وهي معقل الوداد الذي لم يُشف بعد من جُرح «الشُومبيانزليغ». من أجل نجاعة أكبر على صعيد الخيارات الفنية من المُنتظر أن يقوم الشعباني بجملة من التحويرات حتى يكون الترجي أكثر نجاعة وتوازنا بالمُقارنة مع اللقاء الفارط ضدّ آسفي. ومن غير المُستبعد أن تشهد تشكيلة الترجي مشاركة اليعقوبي في محور الدفاع فضلا عن ظهور «كوليبالي» في خط الوسط. وقد تُسجّل التشكيلة تعديلا ثالثا من خلال المراهنة على ورقة «واتارا» في مُقدّمة الهجوم. التشكيلة المُحتملة في انتظار أن يَحسم الشعباني تشكيلته النهائية تؤكد المُعطيات الأولية أن الترجي قد يراهن على الأسماء التالية في لقاء الرجاء: بن شريفية – بدران – اليعقوبي – الدربالي – الشتي – كُوليبالي (بن رمضان) - كوامي – بن غيث – البدري – الهوني (الفادع) – واتارا (الخنيسي). بين الترجي و«غُوميز» كلّفت ال»كاف» الحكم الجنوب - افريقي «فيكتور غوميز» بإدارة لقاء الرجاء والترجي في مركب محمّد الخامس. «غوميز» ليس بالغريب عن الترجي بما أن هذا الحكم كان شاهدا على ترشّح مُمثّل تونس إلى «فِينال» النسخة الأخيرة من رابطة الأبطال وذلك بعد التَعادل الأبيض أمام «مَازمبي» في «لوبومباشي» بالذات. وكان «غوميز» حَاضرا أيضا في الفرحة التي عاشها الترجي في أولمبي سوسة. وفاز الترجي آنذاك بهدف غال سجّله «كوليبالي» في اللّحظات الأخيرة من اللقاء الذي يندرج في نطاق إياب الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال (نسخة 2018). ويُعتبر «غوميز» من أحسن وألمع الحكّام في افريقيا. وقد تحصّل على الشارة الدولية منذ 2011 وينحدر «غوميز» من أصول بُرتغالية. كما أنه اشتهر بكثرة احتساب ضربات الجزاء حتى أن البعض يصفه ب»ملك ضربات الجزاء» (أعلن عن خمس ضربات جزاء في لقاء واحد ضمن مُنافسات بطولة جنوب افريقيا).