تموقع كتلة الإصلاح الوطني في المشهد البرلماني إن كانت في السلطة او المعارضة، وحقيقة المشروع السياسي الذي ستكون كتلة الإصلاح الوطني نواته الأولى، تقييمه لأداء رئيس الجمهورية ومسار المشاورات التي يقودها المكلف بتشكل الحكومة ..ملفات ساخنة يعلّق عليها رئيس كتلة الإصلاح الوطني حسونة الناصفي . تونس «الشروق» حسونة الناصفي يعتبر ان حسم موقع كتلة الإصلاح بشكل نهائي، أمر سابق لاوانه الان ويشير الى ان عدد نواب هذه الكتلة قابل للتطور .. ويكشف حقيقة المشاورات حول الحزب الجديد في الحوار التالي : هل ناقشتم داخل كتلة الإصلاح الوطني، تموقعكم وحدّدتم بشكل نهائي، إن كانت الكتلة ستوجد في ائتلاف السلطة أو المعارضة ؟ حاليا كتلة الإصلاح الوطني توجد في البرلمان، وما عدا هذا ليس لنا أي قرار، وأعتبر أن الامر سابق لاوانه، فنحن اجتمعنا بالمكلف بتشكيل الحكومة الحبيب الجملي، اعطانا تصوراته واكد لنا على استقلاليته، واكد أيضا ان له تمشيا منهجيا وأنه بعيد عن أي ضغوطات حزبية حتى من حركة النهضة التي كلفته، وأشار أيضا الى تحييد الوزارات السيادية وأنه سيعتمد على منطق الكفاءة أما نحن فاكدنا له أننا كتلة تقنية وستدفع نحو الاصلاحات الجوهرية التي غابت منذ سنة 2011، وهي إصلاحات تتعلق بأغلب القطاعات من الصناديق الاجتماعية الى المنظومة التربوية ... والحاجة الى وضع جدول زمني لانهائها . كما اكدنا للحبيب الجملي على ضرورة ان لا يقتصر علة البحث عن حزام سياسي بل يجب ان يبحث عن حزام المنظمات الوطنية لتوفير السلم الاجتماعية وهذا يتطلب علاقة جيدة مع اتحاد الشغل واتحاد الفلاحين واتحاد الصناعة والتجارة .أما موضع المشاركة في الحكومة فلم نأخذ فيه قررا نهائيا بعد، هل تعتبرون أن الحبيب الجملي مستقل، حتى بعد تتالي التصريحات التي تؤكّد علاقته بالنهضة وموقف الأمين العام للحركة المستقيل زياد العذاري ؟ هو يؤكد انه مستقل، ومعرفتنا به تقتصر على تجربته في «التروكيا» ويُقال انه تم ترشيحه لمنصب وزير في حكومة مهدي جمعة .هو يقول انه كفاءة إدارية ومستقل، واذا بقينا متشبثين في ملف التثبت من الاستقلالية فهذا لا ينفع الناس. الجملي رفّع بشكل كبير من تعهداته، وحديثه عن تحييد وزارات السيادة يتناقض مع حزب التيار، قوله بأنه لا يخضع للنهضة سيطرح اشكالا باعتبار النهضة ترفض الدخول في حكومة فيها حزب قلب تونس ..ونحن نتعامل بمنطق حسن النية. أسابيع قليلة منذ بداية عمل البرلمان الحالي، كيف تقيّم هذا البداية مقارنة بالبرلمان الماضي، خاصة وانك كنت نائبا فيه ؟ المدة النيابية الحالية من أصعب المدد، والسبب ليس نوعية النواب او اوصافهم بل التشتت داخل المشهد البرلماني، وغياب الأغلبية المريحة، وهو ما ينعكس على غياب الأغلبية الواضحة في مكتب المجلس وفي اللجان، ويفضي بالضرورة الى أن عمل البرلمان سيخضع لتوازنات ستختلف باختلاف الحالة . لن تجد توافقات دائمة وتحالفات دائمة بل مؤقتة وحسب الموضوع الذي سيطرح، وهذا سيصعّب دور المجلس أكثر، وأتمنى أن لا نجعل منه اكثر صعوبة بالنزول الى ادنى مستويات الخطاب، وأتمنى وجود درجة دنيا من الاحترام مهما كانت المواقف، فاذا أضفنا الى غياب التوازن، التشنج بين النواب فسيكون المشهد مقرفا. ما هو تقييمك لاداء رئيس البرلمان راشد الغنوشي في الجلستين اللتين تولى رئاستهما ؟ لم ندخل بعد في تواتر جلسات من الحجم الثقيل، وراشد الغنوشي اشرف فقط على جلستين من الحجم الخفيف .هو رئيس مجلس نواب الشعب ونحن نحترم مؤسسات الدولة وسنتعامل معه في كنف الاحترام ، واعتقد أيضا ان الحمل سيلقى على النائب الأول لرئيس البرلمان والنائب الثاني ولا اعتقد ان يكون الغنوشي على سدة الرئاسة في كل الأوقات . أما عن نائبي الرئيس فلهما من التجربة والخبرة ما يجعلهما يتحملان المسؤولية بشكل جيد . بعد الإعلان رسميا عن تركيبة الكتل البرلمانية وعدد نوابها، هل ان الرقم الحالي لكتلة الإصلاح ثابت ام يمكن ان يتغيّر؟ كان يمكن ان يكون عدد نواب كتلة الإصلاح اكثر من خمسة عشر نائبا، واخترنا المحافظة على هذا العدد لجملة من المعطيات، كانت هناك بداية لا بد ان نمر بها ولذلك اخترنا ان تكون كتلة تقنية لانه من الصعب توحيد المواقف بين الأحزاب والمستقلين فيها، وهدفنا الأساسي ان يكون عدد نواب هذه الكتلة اكثر بكثير أيدينا مفتوحة للجميع لكن بمنطق أخلاقي ولا نريد ان نفتك نواب من كتل أخرى . تداولت تقارير إعلامية مؤخرا وجود مشاورات لتشكيل حزب سياسي جديد، ستكون كتلة الإصلاح الوطني نواته الأولى ..هل هذا صحيح ؟ القول بأن كتلة الإصلاح ستكون النواة الأولى لهذا الحزب «كلمة كبيرة»، لكن يمكن القول ان كتلة الإصلاح ستكون شرارة إيجابية موجهة للساحة السياسية وأبناء نفس العائلة السياسية التي تجمعنا رغم وجود اختلافات بيننا، يمكن ان نكون مساهمين في هذا المسار . دفعنا باهظا ثمن التشتت الذي ساهم في فشلنا، والان هذه الكتلة هي رسالة الى كل من يهمه الفعل السياسي في البرلمان وخارج البرلمان ومن يريد التدارك يجب ان يقدم جملة من التنازلات وان ينظر الى المستقبل بعين المصالح العليا العامة . نجاحنا في الفوز بالنائب الثاني لرئيس البرلمان كان رسالة باننا يمكن ان نخلق من الضعف قوة، وكتلنا نجحت في ان يكون لها النائب الثاني وستكون كتلة «فاعلة "وليست كتلة " مفعول بها». كتلة الإصلاح الوطني ستكون من اكبر الكتل الفاعلة ونتمنى ان تعطي ركائز ومنطلقات لمشروع سياسي جديد. المشاورات المتعلقة بتشكيل هذا المشروع السياسي الجديد، هل حدودها البرلمان وكتلة الإصلاح ام ان المشاورات ممتدة الى خارج اسواره ؟ اليوم هناك مجموعة من المنتمين لاحزاب مثل المشروع وافاق تونس والبديل إضافة الى شخصيات وطنية.. يعملون على تركيز هذا المشروع، هناك أيضا من لا ينتمي الى اي حزب لكن يدفعون في سياق ان تجتمع هذه الأحزاب في حزب واحد. نتمنى ان يعطي حضورنا في البرلمان صورة إيجابية يمكن ان نبني عليها هذا المشروع، فنحن لا نريد ان تكون هذه الكتلة عنصر توتر . نحن تكفلنا بدور توحيد النواب وهناك من يقوم بدور التجميع خارج البرلمان . ما هو تقييمك للمشاورات التي يقوم بها المكلف بتشكيل الحكومة الحبيب الجملي ؟ الجملي وسّع دائرة المشاورات وهذا منطقي وطبيعي ومقبول لان الرجل في حاجة الى ان يستمع للجميع وهو في حاجة أيضا الى اراء العديد من الشخصيات والى المنظمات الوطنية .. شخصيا اعتبر ان ما يقوم به ليس سلبيا والعبرة بالنتيجة . ما هو تقييمك لاداء رئيس الجمهورية قيس سعيد، في الفترة القصيرة التي تولى فيها منصب الرئيس ؟ الملاحظة الأبرز في أداء رئيس الجمهورية قيس سعيد هي غياب التحرك الخارجي، والعلاقات الخارجية من اكبر واهم صلاحيات رئيس الجمهورية . هو رئيس جديد ومنتخب برقم قياسي من الأصوات وكنا ننتظر ان تكون له تحركات خارجية خاصة مع الدول الصديقة والشقيقة التي تربطنا بها علاقات استراتيجية. ما يمكن ملاحظته أيضا تركيزه على الفعل والشأن الداخلي وفي بعض الملفات التي لا علاقة لها بصلاحيات رئيس الجمهورية، لكن اعتقد انه لا يمكن تقديم تقييم موضوعي وشامل لادائه في الفترة القصيرة التي قضاها في رئاسة الجمهورية و نتمنى ان تكون له استراتيجية فيها البعد الخارجي مثلما عبر عنه في خطابه في البرلمان.