تتواصل التجاذبات بين القوى السياسية في مجلس نوّاب الشعب وخاصة بين كتلة الدستوري الحر من جهة وكتلتي النهضة وائتلاف الكرامة من جهة أخرى إلى حد تبادل الاتهامات باستعمال العنف تحت قبّة المجلس عشية الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لإعلان الجمهورية. وبغض النظر عن حقيقة اتهامات العنف فإن ما يجري في مجلس نواب الشعب منذ تنصيبه في دورته الجديدة مخجل ومؤلم وموجع ولابد ان تنتهي هذه الفوضى وهذه المسخرة وقد أصاب رئيس الجمهورية قيس سعيد عندما قال إنه لن يبقى صامتا امام ما يحدث وسيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب بما يقتضيه الوضع من إجراءات. سعيد لم يكتف بهذا اللقاء مع رئيس مجلس نوّاب الشعب راشد الغنوشي ونائبيه بل أدى مساء أوّل أمس الثلاثاء وفجر أمس الخميس زيارتين متاليتين للوحدات العسكرية الخاصة بمنزل جميل ولوزارة الداخلية وهي رسالة طمأنة عميقة للتونسيين بان هناك جيشا وطنيا وأمنا قادرا على حماية البلاد واحباط كل مشاريع التآمر والانقلاب على الشرعية كما قال الرئيس وهي رسالة واضحة لبعض الأطراف التي تريد تحويل تونس إلى منصة لدعم قوى أجنبية في الملف الليبي خاصة وهو ما رفضه الرئيس بوضوح عندما أكد على موقف تونس المحايد في النزاع الليبي. خطاب الرئيس رمز الدولة والضامن للوحدة الوطنية في الفترة الاخيرة لابد من تثمينه لكن عليه اختيار رئيس حكومة يملك أهم ثلاث صفات الكفاءة ونظافة اليد والشجاعة حتى يواجه مشاكل تونس المستعصية والمتراكمة وعليه أن يقطع مع المحاصصة الحزبية وليتحمل مجلس نوّاب الشعب مسؤوليته في تزكية حكومة كفاءات مستقلة صغيرة العدد لتنفيذ برامج إنقاذ عاجل وفي حال فشلت في الحصول على ثقة المجلس فليحل ونعود الى الشعب صاحب السلطة الأصلية. بدون حكومة كهذه تعيد الأمل للتونسيين سنواصل الغرق فارحموا تونس يا أعضاء مجلس نوّاب الشعب لقد سقطنا تحت القاع ! نورالدين بالطيب