في ظروف استثنائية جدا فرضتها الجائحة ، يعود يوم غد الثلاثاء مليوني و155 ألف تلميذ وتلميذة إلى المدارس والإعداديات والمعاهد الثانوية لتلقي العلم والمعرفة من 155 ألفا بين معلم وأستاذ. تحديات كبيرة سيشهدها القطاع هذا العام ، أولها صحة التلاميذ والمربيين والذين من أجلهم وضعت وزارة الإشراف بروتوكولا صحيا أثار لغطا كبيرا بين مؤيد ورافض وداعم ومنتقد لهذه الإجراءات التي يفترض أن تكون صلبة وناجعة ومراعية لواقع الفضاءات التربوية في كل الجهات وفي عمق البلاد خصوصا. ومع نجاعته المفترضة ، ينتظر أن يتميز البروتوكول بمرونة في تطويره وتغييره إن اقتضى الأمر لملاءمته لخصوصيات الحالة الوبائية واختلاف نسقها ووتيرتها في الجهات محافظة على صحة تلاميذنا الذين يعودون غدا بكثير من الخوف والتوجس بسبب انتشار الفيروس وتسجيله لأرقام عالية لم تسجل من قبل. ومن التحديات الأخرى ، الحرص على نجاعة الدروس التي ستكون متقطعة ( يوم بيوم ) وفق البروتوكول المصادق عليه ، مع العمل على إصلاح التعليم ضمانا لجودته التي سجلت تراجعا في السنوات الأخيرة مما بات يستوجب التدارك دون إضاعة للوقت تعللا بوباء كورونا. فوفق قائمة نشرتها صحيفة "Ceoworld" الأمريكية تهتم بأفضل الأنظمة التعليمية في العالم، جاءت تونس في المرتبة الخامسة عربيا، و59 عالميا، وحصدت 51.4 درجة في جودة التعليم، و43.93 درجة في فرصة التعليم ، وهي أرقام بحاجة إلى التحسين في دولة راهنت منذ الاستقلال على التعليم كمصعد اجتماعي وعامل أساسي لنمو البلاد ورقيها. العراقيل والصعاب كثيرة : وضع صحي غير مريح ، ووباء يتهدد صحتنا في كل لحظة ..واقع سياسي غير مستقر تتقاذفه التجاذبات والصراعات السياسية والحزبية ..وظرف اجتماعي صعب بسبب ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة في صفوف الأولياء الممزقين بين حاجيات العيش المرتفعة ومتطلبات الدراسة العالية. المطلوب اليوم القفز على الحبال من الجميع لبلوغ الأهداف.. على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها بالكامل تجاه التلميذ والمربي والولي ، وان تحرص على تجديد ما تآكل من الفضاءات التربوية وتحسين بنيتها الأساسية بما يسهل دور المربي والإطار التربوي. على المربي أن يكون اليوم أكثر عطاء وتضحية وهو القدوة على مر التاريخ دون شك في هذه الصفات الإنسانية النبيلة ، وعلى مكونات المجتمع المدني من جمعيات ونقابات أن تلتف لتحقيق هذه الأهداف السامية. وعلى الولي أن يكون حاضرا بين سطور الكراس وحبر الورق لمتابعة فلذة كبده في جيل تتقاذفه صفحات الفايسبوك لتلقي به في عناوين سوداء وحمراء ، وشارع يتلقفه صباحا مساء ليضعه على كراسي المقاهي ويدفعه إلى الانقطاع المبكر عوضا عن طاولات المكتبات التي باتت لا تفي بالحاجة. الرهانات صعبة ، والعلم يحتاج إلى كل التضحيات ، فدونه لا حديث عن الوطن وعن الوطنية. راشد شعور