حذّر ملاحظون من أن رفض سنّة العراق المشاركة في الانتخابات قد يؤدي الى تهميشهم والى اضعاف شرعية الاقتراع مقابل هيمنة الغالبية الشيعية على الحياة السياسية في العراق باظهار رغبتهم في المشاركة باكبر قدر ممكن في الانتخابات اثر دعوة المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني الى المشاركة بشكل جماعي في الانتخابات المرتقبة. ورأى مراقبون أن التيار الصدري يسير على ما يبدو في الاتجاه الذي يريده السيستاني بعد التفاهم على تسليم الاسلحة في بغداد بينما لا يزال السنة يشككون في جدوي الانتخابات في ظل الاحتلال وقال مثنى حادث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين السنة ان «الظروف غير متوفرة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة سيخرج منها مجلس وطني شبه معين يشكل حكومة تفعل ما يطلبه منها الاحتلال». ويلخّص موقف رئيس اكبر هيئة سنية الشعور العام لدى أهل السنة في العراق ازاء الانتخابات. وكانت هيئة علماء المسلمين التي تطمح الى لعب دور مواز لاهمية المرجعية الشيعية الجهة الوحيدة التي نددت بالهجوم العسكري على مدينة سامرّاء. واعترضت الهيئة على المبررات التي قدّمتها حكومة علاوي لما اسمته باستعادة السيطرة على المناطق السنية للسماح باجراء الانتخابات بشكل هادئ. وأعلنت الهيئة في بياناتها ان «اتخاذ الحديد والنار سبيلا الى اجراء الانتخابات يبقى محض مغالطة كما نددت بالصمت العربي والاسلامي حيال العمليات العسكرية التي اوقعت نحو 150 شهيدا في سامراء. واعتبر ممثل الهيئة في سامرّاء احمد مهدي انه كان بالامكان اجراء الانتخابات حتى مع وجود مقاومين. وقال مهدي لوكالة الانباء الفرنسية ان «فرضية القوة والاحتلال التي فرضت على المدينة اساءت الى الانتخابات، لذا نرى ان الاوضاع مأساوية جدا والتخوفات مستمرة حول نتائجها». وأكّد مهدي اذا حصلت الانتخابات سيكون السنة اول الخاسرين دون شك. أما بالنسبة الى مسألة تهميش السنة من الحياة السياسية في العراق فقال المتحدث باسم الهيئة محمد بشار الفيضي ان «التهميش بدأ مع الاحتلال وكان مقصودا ومتعمدا». وقد سيطر السنة على مقاليد الحياة السياسية في تاريخ العراق الحديث. لكن مسؤولا سياسيا امريكيا رفيعا في العراق زعم أن «الانقسام سائد في صفوف السنة حاليا بشكل لا يصدّق فليس عندهم مرجع كبير مثل السيستاني او حتى قائد مثل مقتدى الصدر الذي يؤيده كثيرون». وأضاف المسؤول «يجب اقناعهم بأن لهم دورا سياسيا يلعبونه» مشيرا الى أنه لا يمكن الوصول بواسطة القمع الذي يؤدي مؤقتا الى مرحلة من الهدوء لكنه لا يشجع على المشاركة السياسية. ورأى المصدر نفسه انه يتعين على سنة العراق التخلي عن فكرة المطالبة بالدور المهيمن الذي كانوا يتمتعون به قبل الحرب والبحث عن مكان لهم في الساحة السياسية الجديدة. وتبدو الاجتماعات التي يعقدها الرئيس السني المعيّن غازي الياور مع زعماء العشائر محاولة للتشجيع على بروز قادة جدد في الطائفة السنية التي يتراجع دورها. وقد تحدّثت انباء عن سعي قوات الاحتلال الامريكي والمسؤولين في الحكومة العراقية المعينة الى مفاوضة اهالي الفلوجة السنية لاقناعهم بالمشاركة في العملية السياسية ولمنع اقتحام المدينة التي تصفها سلطات الاحتلال بالمتمرّدة.