تؤكد مسودة تقرير أعدها المفتش العام لوزارة الخارجية الأمريكية فشل إذاعة سوا في أداء مهمتها في تغيير نظرة العرب تجاه الولاياتالمتحدة ويقول التقرير ان الإذاعة التي تمولها الحكومة الأمريكية بعشرات الملايين من الدولارات سنويا إلى جانب قناة الحرة التلفزيونية قد فشلت في تحقيق مهمة تشجيع ونشر الديمقراطية. ورغم أن التقرير يذكر أن إذاعة سوا قد اجتذبت عددا كبيرا من المستمعين العرب بفضل ما تبثه من موسيقى وأغان شعبية «شبابية» إلا أنها فشلت في قياس ما إذا كانت قد أثرت على العقول بما فيه الكفاية. ويتساءل التقرير أيضا عن مصداقية نتائج الاستطلاعات التي قامت بها بعض مراكز ومعاهد البحث واستقصاء الآراء التي قدمت إلى الكونغرس الأمريكي من مجلس محافظي البث الذي يشرف على سوا لإقناع أعضاء الكونغرس بمواصلة التمويل حيث تبلغ كلفة راديو سوا لوحده 22 مليون دولار سنويا فيما تم تخصيص 62 مليون دولار لقناة «الحرة» لعام 2004 فيما تم صرف 40 مليون دولار أخرى في مرحلة الإعداد. وهذه المبالغ هي جزء من الميزانية المخصصة لإعادة إعمار العراق وأفغانستان البالغة 18.7 مليار دولار. وقد أعطت اللجان المستقلة من خبراء اللغة العربية الذين عينهم مكتب المفتش العام للخارجية الأمريكية برامج إذاعة سوا تقييما مختلطا وقالوا إنها لا تماثل الجزيرة فيما يتعلق بالنوعية وأن الآباء والأمهات يفضلون بأن لا يستمع ابناؤهم المراهقون إلى راديو سوا لأن ما تبثه يحتوي على قواعد عربية ضعيفة جدا. وخلصت إحدى اللجان إلى نتيجة مفادها أن «راديو سوا فشل في تقديم أمريكا إلى جمهور المستمعين» وقد احتج مجلس محافظي البث على التقرير الذي يقع في 49 صفحة مشككين في الطريقة التي اعتمدت في وضعه والافتراضات التي توصل إليها. وقد استند التقرير إلى مقابلات مع خبراء في واشنطن والدول العربية التي يصل إليها بث سوا والحرة، ومع مسؤولين أمريكيين وخبراء في الدبلوماسية العامة. وكان يفترض أن ينشر التقرير في شهر أوت الماضي غير أن الضغوط التي يمارسها متنفذو مجلس محافظي البث وخاصة المسؤول المباشر وصاحب فكرة سوا والحرة نورمان باتيز من خلال كبار المسؤولين الأمريكيين وجماعة إسرائيل في الحكومة والكونغرس قد أجلت نشر التقرير وقد بلغت الضغوط حدا كما تقول مصادر مطلعة إلى أن المفتش العام للخارجية الأمريكية قد يعمد إلى تخفيف لهجة التقرير ونتائجه. وتقول مسودة التقرير ان الأخبار وبرامج المعلومات تمثل 25 بالمائة من بث إذاعة سوا ويبدو أن هناك ترددا بين المسؤولين لاستخدامها كأداة في الدبلوماسية العامة. ويذكر التقرير أن راديو سوا لم يحقق بالكامل متطلبات وثيقة صوت أمريكا في تقديم سياسات الولاياتالمتحدة بصورة «واضحة وفعالة» وتقديم أبحاث ووجهات نظر مسؤولة حول هذه السياسات.»