الحمد للّه الذي خصّنا معشر الأمة المحمدية بصيام شهر رمضان وأكرمنا فيه بانزال القرآن والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم باحسان. وهذا شهر عظيم مبارك قد أقبل علينا باليمن والسعادة، شهر الصيام والقيام، شهر القرآن والاحسان، شهر العتق والفوز، فأهلا به ومرحبا حباه اللّه من موسم كبير يجب أن نستقبله بتوبة صالحة وأعمال خالصة تائبين من ذنوبنا مقلعين عن المعاصي عازمين على إصلاح القلوب والأعمال والأحوال لنحظى ببركاته ونفحاته ونسعد بأسراره وأنواره. فالصيام عبادة تهذيبية يراد بها تربية الروح وتقويمها وطبعها على الصبر والجلد والبر والعطف من أجل هذا كان عبادة مشتركة بين الأديان السماوية قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}.