ذكر عدد من اهالي الفلوجة ومسؤولون عراقيون وامريكيون ان هناك خلافات بين المقاومين اصيلي المدينة والمقاتلين الاجانب بسبب المفاوضات التي بدأها أعيان المدينة لتجنيبها حملة عسكرية امريكية كبيرة مقابل اصرار المقاتلين الاجانب على ضرب الامريكيين وعملائهم من العراقيين بلا هوادة. وقال جمال عدنان وهو سائق سيارة اجرة «إذا لم يغادر المقاتلون العرب المدينة بارادتهم سنجبرهم على ذلك بالقوة». وتصر سلطات الاحتلال الامريكي والحكومة العراقية المعيّنة على وجوب طرد المقاتلين الاجانب من الفلوجة اذا كانت هذه المدينة ترغب في تجنّب الهجوم الشامل. تذمّر وأبدى سكّان الفلوجة تذمّرا من وجود مقاتلين اجانب في المدينة أساؤوا للمقاومة حسب رأيهم. وقال ابو براء وهو قائد جماعة من المقاومين المحليين تطلق على نفسها اسم «كتائب الله اكبر» «أرجوكم لا تخلطوا الاوراق، هناك مقاومة عراقية، مقاومة حقيقية وهناك جماعات اخرى تحاول تصفية حسابات وهناك ايضا ارهاب يستهدف العراقيين». وأضاف ابو براء ان «الرئيس الامريكي جورج بوش يعرف ذلك وكذلك الحكومة ولكنهم يضعون الجماعات الثلاث عن قصد تحت لافتة الارهاب». وأكّد أبو براء وزعماء اخرون في المقاومة أن المقاومة «الحقيقية قوّة منظّمة تحدد هجماتها باهداف، هي اهداف عسكرية امريكية بشكل رئيسي، ويقولون ان دافعها هو الشعور الوطني والكرامة العراقية مقابل ما تعتبره احتلالا اجنبيا». وأوضح أبو براء أن «الآخرين هم متطرفون عرب يدّعون ان اي عراقي او مسلم غير مستعد لحمل السلاح فهو كافر». وتابع أبو براء «إنهم جوهر علّتنا، فالزرقاوي وجماعته هم الذين يقودون الفلوجة وسامرّاء وبعقوبة والموصل وحتى بعض اجزاء من بغداد الى الكارثة والموت». وطبقا لروايات شهود عيان فقد قتل سكّان الفلوجة خمسة على الاقل من المقاتلين العرب في الاسابيع الاخيرة. وقال احد قادة المقاومة وهو خالد حمود الجميلي في نداء من أحد المساجد الرئيسية الاسبوع الماضي «لا يمكن التضحية بمدينة تضم مئات الالاف من السكان من اجل حفنة من المقاتلين الاجانب». خلافات منهجية وقد بدأ وفد يضم ستة من ممثلي الفلوجة البارزين مفاوضات مع الحكومة العراقية المؤقتة أواخر الشهر الماضي. لكن مسؤولين حكوميين كبارا قالوا انه بعد الهجوم على سامرّاء مطلع الشهر الجاري واصل وفد الفلوجة المهمة بحماس جديد. ويدعو الاقتراح الذي عاد به الوفد الى الفلوجة الى تسليم موضوع السيطرة على المدينة الى قوات الحرس الوطني العراقية على أن تبقى القوات الامريكية خارج المدينة ما لم تتعرض القوات العراقية الخفيفة التسليح الى هجوم ولكن يجب أولا ان يغادر جميع المقاتلين الاجانب المدينة. ويعارض المقاتلون الاجانب الخطة بشدة وبشكل علني. وقال مسؤول عسكري امريكي طلب عدم نشر اسمه «أعتقد ان هناك تصدّعا بلا شك وربما كانت هناك انشاقات بين الجماعات المختلفة». ولاحظ المسؤول ان الهجوم على سامرّاء جاء بعد ان اخفقت جماعة محلية في محاولة مماثلة لاخراج مجموعة من المقاتلين الاجانب من المدينة. وفي مدينة هيت القريبة من الفلوجة قال شرطي «إن معظم اهل المدينة كانوا يعرفون انه بعد الفلوجة سيأتي المقاتلون الى هيت لأنها مدينة مفتوحة وفيها الكثير من الغابات حيث تسهل المناورة». وقالت امرأة في مدينة هيت لقبت نفسها بأم حسين «لا نريد ان نكون فلوجة أخرى ان رمضان مقبل وليس لدينا استعداد لفقدان أب وابن او قريب او صديق، ليرحلوا بسلام ويقاتلوا في الصحراء بعيدا عن البيوت والناس».