أكد الملازم الاول خالد السلطاني من فريق حماية الرئيس العراقي صدّّام حسين أن صدّام قاد بنفسه دبابة عراقية ضمن رتل من الدبابات شارك في معركة المطار مشيرا الى ان «الرواية الحقيقية لتلك المعركة البطولية لم تكتب بعد». وروى السلطاني جوانب من حياة الرئيس العراقي خلال الاسابيع الثلاثة الاولى للغزو حيث كان يقضي لياليه في منازل عادية جدا في أحياء بغداد. وقال الملازم خالد السلطاني في الجزء الثاني من مقابلة مع صحيفة «دنيا الوطن» الفلسطينية ان الرئيس العراقي صدام حسين قاد بنفسه دبابة عراقية ضمن رتل من الدبابات كان متجها للمشاركة في معركة المطار يوم الخامس من افريل وقد طلب وقتها من قادة طيران الجيش ان تؤمّن بعض المروحيات المقاتلة لحماية الدبابات لكن تلك الاوامر لم تنفذ لسبب لا أعرفه حتى الآن». وأضاف السلطاني : «العناية الإلهية هي التي حمت الرئيس ومن معه من الجنود في تلك اللحظة حيث ثارت عاصفة رملية حجبت الرؤية عن المكان وهو ما عطّل حركة الطائرات الأمريكية». وتابع السلطاني روايته قائلا : «وصل الرئيس بدبابته الى المطار وخاض جنوده معركة من طراز رفيع، معركة لم يكشف النقاب بعد عن تفاصيلها كاملة لأن القوات الامريكية تكتمت على خسائرها الفادحة جدا في تلك المعركة والرواية العراقية الرسمية والدقيقة حول هذه المعركة البطولية لم تكتب بعد». وروى السلطان الذي رافق صدام لمدة شهرا كعضو من الفريق المكلف بحمايته ان صدام لم ينم ليلتين في مكان واحد، وكان يغير مكان مبيته باستمرار تنفيذا لاقتراحات واضحة من أجهزة الاستخبارات التي كانت تؤمّن الحماية الشخصية له. وتابع السلطاني أن «الأماكن التي قضى فيها الرئيس لياليه اثناء المعركة كانت بيوتا عادية جدا منتشرة في احياء بغداد ولم يكن دخول الرئيس الى هذه البيوت او خروجه منها يثير اي اهتمام للجيران او المواطنين كما ان صدام لم يستعمل الهاتف مطلقا طيلة ايام العدوان على العراق لاعتقاده بأن أجهزة الاستخبارات المعادية بما يتوفر لها من تكنولوجيا متطورة يمكن ان ترصد مكالماته وتحدد مكان وجوده. وقال السلطاني ان «المخابرات العراقية أعدت عددا كافيا من السيارات لتحرك الرئيس ومعاونيه ومرافقيه توزعت بين «التاكسي» و»البيك آب» و»سيارات الصالون العادية» مثل التي يستعملها المواطنون لإبعاد الشبهة عن موكب الرئيس». وأضاف «لقد تحركنا عدة مرات في سيارات التاكسي وكان الرئيس يضع كوفية حمراء على رأسه للتمويه وكان دائما متمنطقا بسلاحه الشخصي الكامل المكوّن من المسدس والكلاشينكوف». وأشار السلطاني الى ان «الرئيس كان مرتاحا جدا للأداء الاعلامي الذي قدمه محمد سعيد الصحاف عبر أيام المعركة وكان حريصا على متابعة مؤتمرات الصحاف الصحفية ووصفه بأنه قائد شجاع لفيلق الاعلام». وتابع السلطاني روايته «كان الرئيس يحرص على قضاء ساعة او ساعتين في قراءة القرآن الذي رافقه في كل المقرات التي وجد فيها ولم يكن يستسلم للنوم اكثر من أربع ساعات يوميا، فهو دائم الحركة على مدار الليل والنهار والذين كانوا يتمعنون في جسم الرئيس اكتشفوا دون عناء انه فقد شيئا من وزنه». وقال السلطان إن اكثر الذين كانوا مع الرئيس اضافة الى سكرتيره عبد حمود هم ولده قصي والفريق سلطان هشام وزير الدفاع وطاهر جليل حبوش مدير المخابرات العامة اضافة الى نائبيه طه ياسين رمضان وطارق عزيز.