يعد سيدي علي عزوز من أشهر أولياء منوبة وأكثرهم شيوعا، وتعتبر زاويته بمثابة نافذة أخرى مفتوحة على نفحات الزهد، والصلاح الذي اختصت به المنطقة في تاريخها العربي الاسلامي، والذي امتد منذ نشأته الى جميع مناطق البلاد التونسية. وتشكل الزاوية معلما رفيع الجمال بروعة بابها الضخم المتكون من مرتكزين و»خوخة» أو باب الدخول، وتمتاز بارتفاع حيطانها الشديدة البياض، حتى أن اللوحة الكاملة تخيل للناظر اليها أنه ازاء أحد أجمل منازل «سيدي أبي سعيد» بالضاحية الشمالية لمدينة تونس، لكن اللون الاصفر لهذا الباب وكذلك المسامير الجميلة التي ترصعه و»المطرقة» التقليدية تذكرك بأنه في جهة «منوبة» وبالذات في طبربة. الولي الصالح أما صاحب الزاوية فهو من أشهر الأولياء في المدينة وأكثرهم انتشارا بين صفوف المواطنين العاديين الذين يتهافتون على الولي من كل حدب وصوب سواء في المناسبات الخاصة أو العامة وكذلك طلبا للمعونة والدعم والسند، ويروى عن سيدي علي عزوز أنه كان محبا للفقراء والمساكين ودائم العزلة والصلوات بحثا عن رضاء الله سبحانه وتعالى، ولا يختلف اثنان في صلاح وعلم وثقافة الرجل الذي كان يزاحم كبار المشايخ والفقهاء ويجلب اليه العامة من كل البلاد العربية. زخارف وقد حافظت زاويته على رونقها وجمالها رغم مرور فترة طويلة على بنائها، وذلك بفضل عمليات الترميم المستمرة والعناية بها خلال السنوات الأخيرة كما تمت المحافظة على العناصر التقليدية الزخرفية التي تميز هذا الفضاء مثل تغليف الحيطان بمربعات الخزف الجميل والأطر الرخامية والنقوش على الأبواب الرخامية وبلاطات رخامية بيضاء في أرضية البهو.