محمد خزندار، أو «الجنرال محمد»، عمل بتألق في عهد خمسة بايات متتالين، بدأ حياته كمكلف بالخزينة، ثم أصبح قائدا لمنطقة سوسة وأخيرا وزيرا، وهو يعتبر من أغنى رجالات المخزن في عصره. وبفضل ثروته الهائلة تسنى له بناء عدد من القصور الفخمة بتونس وضواحيها كالمرسىومنوبة، لا تبعد كل هذه الاقامات كثيرا عن دار الباي بمدينة تونس وقصر المرسى وقصر باردو. وقد كتب لهذه الاقامة الفخمة أن تعيش ربيعا جديدا بفضل أعمال الصيانة والتجديد التي قامت بها آخر عائلة ملكتها. وحافظت هذه العائلة على التصميم التقليدي للقصر الذي يراعي العناصر الأساسية لهندسة قصور منوبة. هندسة وزخرفة في هذه الاقامة ووراء الحيطان العالية، الحصينة والناصعة البياض، تمتد الجنان الخضراء المليئة بالنظارة والحياة. وفي ظلال ما تبقى من النخيل الباسق والحديقة الجميلة تتراءى «القنارية» الجميلة والنوافذ المربعة الكبيرة. فبعد ان نجتاز الساحة الشرفية ورواق المدخل الفسيح الذي يزينه صفان من الأقواس وأعمدة الحجر بتيجانها المتناسقة، ندخل الى الدريبة، ثم نلج بعدها الى فناء الدار عبر سقيفة محلاة بمدرج من الرخام. هنا كما في معظم قصور منوبة، تنتصب غرف الاستعمال العام في الطابق السفلي. أما وسط الدار الذي ينعم بالهواء الطلق فهو كتاب مفتوح لفن الزخرفة رغم وجود رواق وحيد به يناظر باب الدخول.