أرقام مفزعة وخطيرة كشف عنها وزير التربية تعبر عن واقع التعليم الأليم والمحزن في تونس ... الأرقام تشير الى أن 75 بالمائة من المدارس الإبتدائية لا توجد بها مركبات صحية للاطار التربوي. و 260 مدرسة في حاجة الى صيانة دورية للمركبات الصحية للتلاميذ ... كما أن أكثر من 7 بالمائة من التلاميذ يقطعون مسافة تفوق 3 كلم ذهابا وإيابا الى مدارسهم وتوجد 29 بالمائة من المؤسسات التربوية في الاعدادي والثانوي دون مكتبة و44 بالمائة منها تفتقد لقاعات مراجعة ... أرقام تؤكد الواقع الحزين للمنظومة التعليمية في تونس في الوقت الذي تشهد فيه كل المنظومات التربوية في العالم تطورا كبيرا وتحديثا قويا ومناهج جديدة ومبتكرة ... منذ سنوات والحديث متواصل في تونس بين كل الأطراف عن الإصلاح التربوي لكن دون أن تكون هناك ارادة حقيقية للاصلاح ودون أن يكون هناك برنامج واضح للانطلاق فعليا في عملية الإصلاح التي طال انتظارها ... الإصلاح التربوي أصبح واجبا وطنيا وضرورة أكثر من ملحة والأمر يحتاج ليس فقط الى مجرد مراجعات بل الى ثورة حقيقية في كل المنظومة التربوية ، لابد من تغيير في المناهج وفي البرامج التي أكل عليها الدهر وشرب بتلاميذ اليوم في المعاهد والمدارس يتلقون دروسا تم إقراراها منذ سبعينات القرن الماضي في الوقت الذي تطورت فيه البرامج و تقنيات التعليم في العالم لكن نحن في تونس لازال آلاف التلاميذ يدرسون في مدارس دون مركبات صحية ودون مياه صالحة للشراب وفي قاعات دون نوافذ وأبواب ... أكثر من 100 الف تلميذ في تونس يفشلون في دراستهم ويغادرون سنويا المدارس ويتحولون الى أطفال شوارع ويصبح هدفهم الهجرة غير الشرعية نحو اوروبا ، المدرسة التونسية للأسف تحولت الى عنوان للفشل وطرد الاف التلاميذ سنويا وحالة رجال التعليم مزرية بشكل كبير ماديا ومعنويا وهو ما يتطلب التدخل فورا لاصلاح ما يمكن اصلاحه .... لن تتقدم الأوطان دون تعليم متقدم ومنظومة تربوية متطورة ودون اصلاحات جذرية وعميقة اذا اقتصر الأمر على رفع الشعارات وعقد الندوات فإن الاصلاح الحقيقي لن يتم وستظل المنظومة التربوية متخلفة ومتدهورة الى أبعد الحدود... إصلاح التعليم يجب أن يتحول الى أولوية قصوى في ظل الجمهورية الجديدة ... سفيان الاسود