عندما عادت الفنانة صفية شامية من لبنان لتستقر نهائيا في تونس تزامنت عودتها وقتها مع شهر رمضان وكان ذلك سنة 1946 ... ماذا تذكر صفية شامية من هذه الفترة، وكيف اندمجت وقتها في الساحة افنية التونسية وماهي اجمل الذكريات التي تحفظها من ليالي رمضان؟! «الشوق» تحدثت الى صفية شامية التي تؤمن بتطوّر العصر، رغم انشدادها الى الماضي. ماذا تذكرين من رمضان 1946 ؟ بطبيعة الحال اذكر عودتي من لبنان رفقة زوجي الراحل الفنان احمد القباجي... وكان التونسيون وقتها مثل كل الشعوب الاسلامية يحتفلون بشهر رمضان. وكيف وجدت الساحة الفنية وقتها؟ كانت في اوج نشاطها فالحركة الفنية في تونس كانت تبلغ ذروتها خلال شهر رمضان فهو بالضبط مثل فصل الصيف حيث تنشط المهرجانات الصيفية... ففي ساحة الحلفاوين مثلا وباب سويقة، وباب الخضراء وباب بحر كانت الحفلات الموسيقية لا تختلف كثيرا عن المهرجانات الصيفية اليوم.. وماذا تذكرين من سهرات رمضان؟ كنا نخرج بعد الافطار.. وكانت المدينة وقتها مثل باقة الزهور تعبق بمختلف انواع العطور فقد كانت الموسيقى والاغاني تنبعث من كل مكان من صالة الفتح وقصر الجمعيات وكازينو باب بحر، وساحة باب الخضراء التي تتحول في الليل الى مهرجان في الهواء الطلق. وفي النهار! في النهار كانت تحتضن سوق الحوت وفي الليل تتحول الى مسرح غنائي وقد غنيت فيها شخصيا مع الفنان الراحل علي الرياحي.. كما غنيت في صالة الفتح وقصر الجمعيات بشارع باريس، وكازينو باب بحر.. وهل كان الغناء مربحا ذلك الوقت؟ لم يكن يعني وقتها حتى بمصاريف التنقل احيانا فقد كان الغناء للغناء وقتها ولم تكن هناك لهفة على المال... اذكر مثلا انني حصلت على اجر لم يكف وقتها حتى بتسديد اجرة «الكروسة» او الكاليس. وكيف كانت تجري الحفلات وقتها؟ لم تكن هناك آلات موسيقية كثيرة وكنا نكتفي احيانا «بطار» و»دربوكة» وكنا نغني الموشحات والأدوار وفي أخر الليل «دربك دربك» فالناس تحب الرقص والربوخ.. وماذا تذكرين من نواد المغني؟ اذكر تصارع زوجي الفنان احمد الصباحي مع الفنان قدور الصرارفي من اجل قيادة الفرقة.. بصراحة ايهما تفضلين رمضان زمان أم رمضان الآن؟! كل فترة لها خصوصياتها ورونقها.. الزمن يتغير والناس كذلك، وبالتالي لابدّ من احترام كل عصر والتعامل معه حسب الظروف.