لا أحد ينكر اعجاب المشاهدين الكبير، بسلسلة «و»سيتكوم» «عند عزيز» التي استطاعت أن تشدّ اهتمام التونسيين الى قناة «تونس 7»، على الأقل خلال فترة ما بعد الافطار، ولكن بقدر ما كانت السلسلة محترمة فنيا، تخللتها نقاط استفهام عديدة بخصوص ظاهرة الاشهار العلني والواضح ضمن الأحاث والمشاهد التي تضمنها العمل. ولعلّ السؤال الذي رافق حلقات السلسلة منذ انطلاقها هو مدى شرعية أو قانونية ذه الطريقة الاشهارية أو الدعائية التي لم نتعوّد عليها في الواقع، ضمن الأعمال الدرامية التلفزية. الاشهار جزء من الأحداث الأكيد أن كل المتابعين لحلقات السلسلة، لاحظوا التركيز المفرط والعلني والواضح، على الماركات المميزة للمواد الاستهلاكية ومواد التنظيف المساهمة عبر عملية الاستشهار أو «السبونسور»، في انتاج العمل، فهي تكاد تمثل جزءا من الأحداث أو الاكسسوارات المستعملة من قبل أبطال السلسلة، حيث نجدها واضحة بل مبرزة (أي أن العملية متعمّدة)، على رفوف «السوبريت» وعلى مصرف القابض!.. وأكثر من ذلك يمتد حضورها على الشاشة وضمن أحداث السلسلة وقتا طويلا، يكفي للدعاية لها وترسيخها في أذهان المشاهدين. وهذا الشكل من الدعاية أو الاستشهار غير مألوف في الواقع حتى في التلفزات الغربية.. كما أن مدة بث الومضات الاستشهارية قبل وبعد السلسلة تعتبر كذلك مخالفة للنواميس المعمول بها. استغلال واضح ويرى المنتج التلفزي والسينمائي أحمد بهاء الدين عطية مثلا، أنه رغم عدم وجود قانون واضح في تونس ينظم عملية الاستشهار، يبقى الشكل المعتمد في سلسلة «عند عزيز» غير نزيه وفيه استغلال فاحش للتلفزة كجهاز اتصال عمومي.. كما يعترف المخرج التلفزي منصف ذويب، من جهته أن هناك استغلالا واضحا للعملية الى درجة تحويل السيتكوم الى ما يعرف ب «التيلي آشا»، وتساءل ما إذا كان الممثلون في السلسلة «ملعوب بهم» أم أنهم «لاعبون» يدركون جيدا حقيقة ما يقومون به. والمعلوم أن هناك عددا من الممثلين في السلسلة، مرتبطين بعقود إشهار مع بعض الشركات المساهمة في الانتاج! إذن، السؤال الذي يظلّ مطروحا، هو ما إذا كان غياب القانون أو عدم وضوحه بخصوص الاستشهار، يسمح بمثل هذا الاستغلال الفاحش؟! طرحنا السؤال على ادارة الوكالة الوطنية للنهوض بالقطاع السمعي البصري بوصفها المسؤولة عن الانتاج، والتسويق كذلك فكان الرد على لسان أحد المسؤولين في قسم التسويق : ليس هناك قانون واضح في الموضوع والتلفزة في حاجة الى مصادر لتمويل إنتاج البرامج والأعمال!