في عالم ظالم مجنون معتوه، انقلبت فيه كل المعايير والموازين والمقاييس وبات المجرم فيه بريئا نقيا صافيا طاهرا مظلوما ، والمظلوم مجرما سافلا مخربا سفاحا ، يستقبل مجرم الحرب ناتنياهو بالتصفيق والتأييد في الكونغرس الأمريكي .. استقبال صاخب حافل، وتأييد مطلق ساخن حظي به مجرم الحرب من المشرعين الأمريكيين المؤيدين للكيان الصهيوني الغاشم ..جميعهم ووقفوا "للإجرام " تصفيقا حارا وللأكاذيب المسترسلة تهليلا لأكثر من 90 مرة في خطاب زور وبهتان .. تأييد كبير وجده رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو في خطابه المطول الذي ألقاه بين صناع القرار من الأمريكان ..تأييد كبير يوجع الفؤاد وجد فيه مساحة للكذب مع كل رمشة عين ، وقول الزور مع كل نفس ودقة قلب إن كان له قلبا .. بثقة في النفس ، تحدث عن وحدة المصير بين إسرائيل وأمريكا. قائلا "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم... أعداؤنا هم أعداؤكم... معركتنا هي معركتكم، ونصرنا هو انتصاركم". ، مضيفا إسرائيل وأمريكا في خندق واحد " وقد صدق في هذا الكلام . ومواصلة في بهتانه وسعيا منه إلى مزيد حشد الدعم الأمريكي لإسرائيل هاجم نتنياهو ايران قائلا: "عندما نقاتل إيران، فإننا نقاتل العدو الأكثر تطرفا وفتكا بالولايات المتحدةالأمريكية... إن محور الإرهاب يهددكم ويهددنا ويهدد العالم العربي.. إن القوات التابعة لإيران هاجمت أهدافا أمريكية، وإيران تعتقد أن تحدي أمريكا يبدأ بغزو دول الشرق الأوسط...لكن هناك في قلب الشرق الأوسط، تقف في طريق إيران دولة ديمقراطية مؤيدة لأمريكا. إنها بلدي..دولة إسرائيل ". الظالم المستبد ، قاتل ال40 الفا من الفلسطينين الأبرياء ، عوضا أن يعتقل ويلقى به في غياهب مزبلة التاريخ ، يستقبل بحفاوة تدمي القلوب وتؤكد أنه لم يبق لإخواننا الفلسطينين إلا العلي القدير لينصرهم وهو ناصرهم بإذنه تعالى. مجرم الحرب هذا ، وفي زيارته إلى واشنطن التي اختار بدقة توقيتها ، لم يكتف بخطاب الزور أمام مؤيديه من المشرعين الأمريكيين في الكونغرس، بل التقى الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الداعم للصهاينة ليتناول معه كذبا مرة أخرى احتمالات التوصل الى اتفاق لوقف الحرب في غزة ..تلاه لقاء ثان مرشحة الديمقراطيين مع كامالا هاريس ..ولقاء ثالث مع الرئيس السابق مرشح الحزب الجمهوري "دونالد ترامب" الناجي من الإغتيال.. مجرم الحرب يسعى بكل ما أوتي من جهد وكذب وزور أن تكون هذه الزيارة توطئة لعلاقات جديدة مع من سيخلف بايدن في البيت الأبيض " ..علاقات يريدها أن تظل قائمة على دعم أمريكي مالي واقتصادي وعسكري سخي ومفتوح وغير مقيد يمنحه مزيد الفرص لتقتيل وتشريد أهالينا في غزة رمز العزة .. غزة التي كتبت بافتخار سردية الكفاح في هذا التاريخ الظالم ، لن تستسلم ولن تنهزم بوعد من الله وسيسجل التاريخ أن هذا الظلم العالمي لن يدوم ..وقد تكون الحرب الروسية الأوكرانية التي " تبشر " بحرب عالمية ثالثة بداية زوال حقبة الظلم وزيف الحديث عن " الإنسانية " وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير وأراضيهم المغتصبة.. راشد شعور