في بداية القرن التاسع عشر ظهر في المحرس الشيخ المتصوّف العارف بالله سيدي علي بن الفقيه بن نصر شقير وبالتحديد سنة 1240 ه / 1820م ونشأ هذا الرجل محبّا للجهاد والنضال في نصرة الحق فانضم الى الجيش التونسي في التعبئة العامة لمؤازرة الدولة العثمانية في حرب القرم ضد روسيا وأبلى البلاء الحسن وعدّ من أبرز القادة كما يدلّ على ذلك نيشان الافتخار المسند إليه من طرف الباي. واكبارا لخصاله الوطنية سمي في رتبة أمباشي وذلك سنة 1272 ه / 1852م. يقول عنه حفيده علي بن محمد بن نصر شقير إنه لما رجع الى مسقط رأسه حمل معه مدفعيته الصغيرة ونصبها في أعلى صومعة الجامع الكبير لاشعار الناس بأوقات الامساك والافطار في شهر رمضان المعظم. عكف باحدى خلوات الجامع يتعبّد ويضفر السجاد من سعف النخيل لتعمير مساجد المدينة. عرف بالكرم صواما قواما لا يفطر الا يوم الجمعة. بنى مقامه المعروف بالمقبرة القديمة وعكف يدرس الفقه والقرآن الكريم الى أن مات ودفن هناك رحمه الله.