بمناسبة اعياد الميلاد تلقت فرنسا هدية ثمينة من المقاومين في العراق.. سراح الصحفيين الفرنسيين اللذين ظلا اربعة اشهر قيد المجهول. بمناسبة اعياد الميلاد تلقت الادارة الامريكية صناديق القتلى من المارينز اضافة الى عشرات الجرحى... هكذا لكل دولة ما سعت.. ومن زرع الألم والموت والخراب لا ينتظر من قفة «بابا نوال» لعبا ومفرحات وانما متفجرات الغضب... هم يضعون عمليات قصف المدنيين بالطائرات تحت عنوان الحرية والديمقراطية ويضعون ردّ المقاومة تحت عنوان العنف والارهاب... هم يسمّون موت «مارينز» واحدا مأساة ويسمون قتل الآلاف عملية تطهير... وكأن العراقيين لا يألمون... كأن العراقيين دون البشر... هؤلاء الذين صاروا وهم في وطنهم «لاجئين» لم يبق لهم شيء يبكون عليه عدا الوطن... فهانت عليهم ارواحهم كما هان الوطن على الحكام المعيّنين.. في الاثناء يتألم بعض العرب لحال المحتلين.. تلفزاتهم تبشّّر «بالعراق الجديد» وخزائنهم مفتوحة لإعمار العراق وموانيهم مفتوحة لعتاد الغزاة... ينددون بارهاب المقاومة ويتوسلون الى المحتلين ألاّ يرحلوا.. حتى لا يمتدّ الحريق... هل هذا هو العراق الذي يريده الاخوة قبل الاعداء؟.. هل العراق اكثر أمنا الآن؟ منذ متى كانت المساجد تهدم والكنائس تفجّر... منذ متى صار المشي في شوارع العراق مشروع انتحار... منذ متى كانت بغداد بلا كهرباء ولا ماء... منذ متى كان يحكم العراق عراقيون بجنسية امريكية؟! «ماري كريستمس» هذه السنة لها طعم مرّ في صفوف المحتل... اسألوا بوش الذي قال ان من قتلوا في الموصل جنود سلام... هل كانوا يوزعون الورد والشكلاطة على اطفال العراق.. هل كانوا يبنون المدارس والمستشفيات؟ هل كانوا يوزعون الفرح في البيوت!! هل جاؤوا من اجل سواد عيون العراقيين... يا سلام يا أبو غريب... وقال بوش ان عملية الموصل دليل يأس المقاومة... يا سلام على كلام كالظلام... ما اعلمه هو ان اليأس يولد صغيرا ثم يتعاظم فهل يعني هذا ان بوش يبشر عساكره بمزيد الخسائر واعنفها... «ماري كريستمس» سيّد رامسفيلد... واذا رأيت في منامك شبحا مقنّعا فلا تجزع... انه «بابا نوال» يمزح معك..