نصح وزير الخارجية الأمريكي المستقيل كولن باول رئيسه جورج بوش الشهر الماضي بزيادة عدد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم أمس، الجمعة أن باول أبلغ بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال اجتماعهما في البيت الأبيض شارك فيه يوم الثاني عشر من نوفمبر الماضي، أن قوات الاحتلال في العراق قليلة جدا. وتشير الجلسات التي عقدت بين بوش وبلير في الخريف الماضي والتي بقيت سرية إلى حد بعيد إلى أنه كانت هناك مناقشة صعبة وحادة فيما كانت حكومة بوش تقوم بإعادة دراسة معالجتها للوضع في العراق في أعقاب إعادة انتخاب بوش في الثاني من نوفمبر الماضي. وبعد أقل من ثلاثة أسابيع من ذلك الاجتماع أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها ستزيد قوات احتلالها في العراق نحو 12 ألف جندي ليصبح العدد 150 ألف جندي. وتقول الصحيفة نقلا عن مصادرها الخاصة أن المباحثات بين بوش وبلير قد تواصلت خلال الأشهر الأخيرة في سلسلة من مؤتمرات عبر الفيديو واعتبرت حساسة للغاية لدرجة أن النسخ عن الاجتماعات أتلفت بعد أن قرأها مسؤولون أميركيون كبار آخرون. وكان باول قدم رسالة استقالته إلى الرئيس بوش يوم الاجتماع مع بلير حيث كان أبدى ملاحظاته وفقا لما قاله مسؤول أميركي بأنه «ليس لدينا قوات كافية، ونحن لا نسيطر على الأرض» غير أن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الأمريكية مطلعا على المحادثات قال إن باول كان أقل تحديدا وأنه أثار المسألة في سياق محادثات مستمرة تركزت على المقاومة في ما يسمى «المثلث السني» والانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في الثلاثين من جانفي المقبل وشكل وحجم قوات الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق.