تقوم قوات الاحتلال الأمريكية في العراق ببناء نظام اتصالات عسكري دائم يشير إلى أن الولاياتالمتحدة تريد الإبقاء على وجودها العسكري في العراق لفترة ما في المستقبل المنظور. ويعرف نظام الاتصالات الجديد باسم «نظام مايكرويف لوسط العراق» (سنترال عراق مايكرويف سيستم) يتكون من 12 برجا للاتصالات في مختلف أنحاء العراق وحزم من الكيبلات من الألياف البصرية. تربط معسكر النصر الموجود خارج بغداد بقواعد أخرى لقوات الاحتلال في العراق. وقد جاء الكشف عن هذا المشروع وسط أنباء تحدثت عن احتمال سحب القوات الأمريكية تدريجيا من العراق بعد الانتخابات المزمع إجراؤها في الثلاثين من جانفي الجاري. غير أن الرئيس الأمريكي جورج بوش استبعد يوم الأحد ما قاله وزير الخارجية المستقيل كولن باول بشأن احتمال الانسحاب. وكانت أنباء الانسحاب المحتمل قد تعززت بإرسال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الجنرال المتقاعد غاري لوك إلى العراق على رأس فريق لتقييم خيارات الولاياتالمتحدة هناك. ومن المقرر أن يقدم لوك تقريره هذا الأسبوع. وسيحل نظام الاتصالات الجديد في العراق وهو نظام أرضي محل شبكة الاتصالات التكتيكية التي تستخدمها قوات الاحتلال الأمريكية حاليا في العراق. وتعتمد هذه الشبكة بصورة رئيسية على أقمار صناعية، ومن السهل جدا تفكيكها. وستقوم الشركة الأمريكية المعروفة باسم «شركة غالاكسي العلمية» بإقامة المشروع بكلفة 20 مليون دولار. ويقول خبراء ومسؤولون في البنتاغون أن المشاريع الجديدة الخاصة ببناء نظام الاتصالات العسكري الجديد لا تعني بالضرورة أن عدد القوات الأمريكية لن يقل مع مرور الوقت، بل إنه يشير إلى أنه سيكون هناك مستوى من القوات الأمريكية في العراق لعدة سنوات مقبلة. وقال الخبير في شؤون الدفاع في معهد أمريكان انتربرايز اليميني، توماس دونللي أن نوع الاستثمار في نظام الاتصالات الذي يجري بناؤه في العراق هو أشبه بالأنظمة التي أقيمت أثناء الحرب الباردة في ألمانياالغربية والتي أقيمت مؤخرا في البلقان، حيث لا تزال القوات الأمريكية تعمل هناك. وأضاف «إن هذا النوع من الاستثمار إنما يعكس الالتزام الاستراتيجي والعزم على مواصلة الوجود العسكري الأمريكي في العراق.» وقال «إن شبكات الاتصال واحدة من الدلائل على نية البقاء.» غير أن مساعد مدير مشروع نظام مايكرويف وسط العراق» العقيد جوزيف تشافير نفى الفكرة القائلة أن النظام هو نظام دعم. وقال في رسالة بالبريد الإكتروني إلى صحيفة نيويورك صن، إن هذا النظام سيكون أقل كلفة للاحتفاظ به ويقلل من تكاليف الأقمار الصناعية الباهظة ويحرر سلاح الإشارة التكتيكية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك بصورة دائمة.» غير أن مسؤولين آخرين في البنتاغون قالوا إن مجال المشروع أن يربط في النهاية القواعد الأمريكية في قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وحتى أفغانستان، وهو ما يشير إلى التزام بوجود عسكري أمريكي طويل الأمد في المنطقة بما في ذلك العراق. وقال المسؤول السابق للعمليات السرية في المنطقة العربية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) دوني كلاريج الذي كان أمضى أربعة أشهر في العراق في العام الماضي، أنه يعتقد أن هدف نظام المايكرويف الأرضي سيكون أفغانستان مع بعض هذه الإشارات الأخيرة كعلامة عسكرية جديدة بين الولاياتالمتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة هي دلائل إضافية على التطبيق طويل المدى لخطط حكومة بوش للتغيير السياسي في المنطقة وقال «على الناس أن يكونوا واقعيين ويفكروا فيما يتعلق بوجودنا في العراق لجيل أو إلى أن يتم الوصول إلى الاستقرار الديمقراطي في المنطقة.»