استهل أمس محمود عباس مرشّح حركة «فتح» حملة انتخابات الرئاسة المقبلة بإعلان تمسكه بثوابت القضية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس وحق العودة للاجئين مطالبا في الوقت ذاته بالإفراج عن كل الأسرى بمن فيهم النائب مروان البرغوثي. وبدأت الحملة الانتخابية تمهيدا للاقتراع الرئاسي في التاسع من جانفي المقبل على وقع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وكذلك على وقع «جدل» بين حركتي «حماس» و»فتح» بشأن نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية. وكان أبو مازن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد مهّد لحملته الانتخابية بخطاب ألقاه في بيت لحم حيث حضر الليلة قبل الماضية مع مسؤولين آخرين من السلطة الفلسطينية قداس عيد الميلاد، أكد فيه أن القيادة الفلسطينية لن تقبل بأي حلّ سلمي ينتقص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. ثوابت لا حياد عنها وأكد محمود عباس هذا الالتزام المعلن بالحقوق الفلسطينية المشروعية في خطاب ألقاه أمس في رام اللّه أمام نحو ألفين من أنصاره في أول تجمع جماهيري في إطار حملته الانتخابية بوصفه مرشح حركة «فتح». وفي كلمته أمام الحاضرين ومن بينهم شخصيات سياسية وحركية ودينية مثل قاضي القضاة الشرعيين تيسير التميمي وفدوى البرغوثي زوجة النائب المعتقل مروان البرغوثي أكد عباس تمسك الفلسطينيين بالقرار الدولي 194 الذي أقر حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. وشدد إلى ضرورة أن تقوم الدولة الفلسطينية المنتظرة على كل الأراضي المحتلة عام 1967 قائلا إن هذا يعني أنه لا يمكن التخلي عن القدسالشرقية التي أغتصبت مع الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال أبو مازن أيضا إنه لن يكون هناك سلام في المنطقة دون التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. وأضاف أن الفلسطينيين يريدون زوال الاحتلال الإسرائيلي بالكامل مطالبا بمزيد الانسحابات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة بعد الانسحاب المحتمل من قطاع غزة خلال السنة المقبلة. ورهن أبو مازن التقدم باتجاه السلام بتسوية قضية الأسرى مطالبا في هذا الصدد بالإفراج عن كل المعتقلين وفي مقدمتهم مروان البرغوثي الذي أعلن عبر زوجته فدوى البرغوثي دعمه لمرشح حركة «فتح». وينتظر أن تقرّ الحكومة الإسرائيلية اليوم بعض «التسهيلات» المتعلقة مباشرة بتنظيم الانتخابات الفلسطينية بما في ذلك سحب قوات الاحتلال من مدن الضفة الغربية الرئيسية لإتاحة المجال أمام تحرك المرشحين ونشر المراقبين في مراكز الاقتراع... وبدأت حملة انتخابات الرئاسة غداة ظهور النتائج الأولية للمرحلة الأولى من الانتخابات البلدية الأولى منذ 1976. وأثارت النتائج جدلا بين حركتي «حماس» و»فتح» إذ تمسكت كل واحدة منهما بأنها حازت على أكبر عدد من المقاعد في المجالس البلدية ال 26. مزيد من القتل وعلى الميدان أوقعت أمس الاعتداءات الصهيونية مزيدا من الشهداء والجرحى في الضفة والقطاع. واغتالت وحدة صهيونية توغلت في جنين القيادي في كتائب شهداء الأقصى ثائر أبو كامل (26 عاما) ثم هدمت منزله. ونفذت قوات الاحتلال عددا من التوغلات في الضفة الغربية واعتقلت مزيدا من الفلسطينيين. وفي قطاع غزة أغلقت القوات الإسرائيلية الطريق الساحلي جنوبي مدينة غزة. وكما الضفة توغلت أمس قوات إسرائيلية في بعض مناطق غزة.