حاتم الميساوي عرفناه مدافعا صلبا في الملعب التونسي قبل أن يحطّ الرحال في محطات أخرى كالنجمة السعودي والأولمبي الباجي ثم النادي الصفاقسي.. وها هو الآن يتحسّس خطواته الأولى في عالم قال عنه أنه لا يتصوّر نفسه بعيدا عنه لعشقه للجلد المدوّر ومن هنا يبدأ ضيفنا في الاجابة عن سؤالات «الشروق». * لو تذكر قراء «الشروق» بلمحة عن مسيرتك الرياضية؟ بدأت منذ الشبان في الملعب التونسي ولعبت عدة سنوات في الأكابر ثم احترفت في النجمة السعودي لمدة أربع سنوات ولما عدت لم أجد الأرضية المناسبة لأواصل المغامرة مع «البقلاوة» بحكم أن هيئة بن عيسى آنذاك كانت مشتتة بين الانتدابات والتعويل على أبناء النادي فوصلني عرض الأولمبي الباجي فقبلته ثم كانت التجربة القصيرة مع النادي الصفاقسي التي لم تتواصل طويلا بحكم ظروفي الخاصة في العاصمة. * وفجأة وجدناك في عالم التدريب، فكيف تم ذلك ولماذا اخترت مهنة الاقالات وكباش الفداء؟ ربما تكون العملية قد فاجأت البعض إلا أنني أجريت امتحان الدرجة الأولى وتحصلت عليها ومن حسن الحظ كانت بدايتي من الفريق الذي نشأت وترعرت فيه... أما لماذا... فبكلّ بساطة... لا أتصور نفسي مسؤولا عن فرع ما... أو مرافق لصنف... أو إداري... عشقي للكرة دفعني إلى هذه المهنة. * قلت، من حسن حظك أنك بدأت من الملعب التونسي والكل يعرف الصعوبات التي تمر بها «البقلاوة» فعلى أي أساس أصدرت حكمك؟ أولا لأرد جميل فريقي الأم.. ولو جزء صغير منه.. ثم أني وجدت نفسي إلى جانب فني قدّم الكثير للملعب التونسي وأعني به السيد عزالدين بزداح الذي أحاطني ووجهني بما أنني كنت مساعدا له قبل أن يلتحق بالأكابر وأتحمل المسؤولية بمفردي. * يعني أن راتبك الشهري ارتفع بدوره؟ أبدا، فأنا إلى حدّ الآن أعمل بلا مقابل وإن جاء فمرحبا به المهم أني أتحسّس خطواتي بكل ثبات، الجانب المادي يأتي لاحقا. * تدريبك للآمال، هل هو اختيار أم اضطرار؟ هو اختيار بالأساس، كنت مرشحا لتمرين أحد الأصناف الأخرى كالأداني أو الأواسط إلا أنني فضلت الآمال لأسباب منها أنها بمثابة المحطة القريبة من الأكابر بما أن طموحي بلا حدود وان شاء اللّه أنجح في الفرق التي أتعامل معها في المستقبل. * حاليا هل تتعاون مع «ميغال» وتنسّق معه؟ بكل صراحة، ليس كثيرا، ربما الظرف الذي أتى فيه لم يتح له الفرصة وأيضا للتواتر السريع لمقابلات البطولة، قد يكون ذلك في المستقبل، وفي المقابل فإني على اتصال دائم بالسيد عزالدين بزداح ونتشاور في العديد من النقاط. * هل تعتقد أن الكوارجي الناجح بإمكانه أن يكون ممرنا ناحجا؟ ليس بالضرورة والأمثلة عديدة، من موقعي سأجتاز عما قريب امتحان الدرجة الثانية ثم الثالثة وسأحرص على الرسكلة ومتابعة كل جديد في عالم التدريب وأعتقد بكل تواضع أن تجربتي لما تدربت على أيدي ممرنين كبار كمراد محجوب والحبيب الماجري وعمر الذيب وعزالدين بزداح تخوّل لي في أن أنحت مسيرة موفقة في عالم التدريب. * طارق ثابت بدأ يشق طريقه بنجاح، فماذا يعني لك ذلك؟ أتمنى لطارق مزيد النجاح وعلى كلّ هو مثال صادق لرغبة لاعبي جيلنا في العمل وهذا ليس غريبا بما أننا مازلنا قريبين من أعمار لاعبي الأكابر وكلّنا تعطّش للعمل والعطاء. * ظاهرة تدخل الأولياء في عمل ممرني الأصناف الصغرى، هل تعيشها وكيف تحكم عليها؟ في الآمال الظاهرة ليست مستفحلة بدرجة كبيرة، وعلى بعض الأولياء أن يفهموا انه ليس بامكان كل اللاعبين النجاح بامتياز في عالم الكرة مثل الفن تماما فهناك من يغني في المطاعم فقط وآخرون في الأعراس وآخرون محترفون و.. وامكانات اللاعبين تختلف أيضا.. ومن لم ينجح في الكرة فلابدّ أن له ميادين أخرى بإكانه النجاح فيه. * يقول البعض ان صنف الآمال هو صنف بلا أمل.. هل هذا صحيح؟ غير صحيح بما أننا في الملعب التونسي وأمام الظروف الصعبة نموّل صنف الأكابر بعديد اللاعبين من الآمال وقد وصل عددهم قرابة السبعة الآن وبالامكان اضافة 3 آخرين على الأقل عما قريب. * فريق الأكابر كيف تحكم عليه؟ أنا على عكس من يعتقد أن «البقلاوة» قد فرغت بعد تسريح عديد اللاعبين منها، بالصبر والقليل من الوقت سينجح الشبان الجدد في النهوض بنتائج الفريق. المهم منحهم الثقة وتشجيعهم على أنه من المنطقي تدعيمهم بثلاثة لاعبين أجانب لهم من الامكانات الشيء الكثير. * بماذا تريد أن تختم هذه المصافحة؟ أريد أن أشكر هيئة فريقي على الثقة التي وضعتها في شخصي وتحية السيد عزالدين بزداح على وقفته الدائمة إلى جانبي وان شاء اللّه أتوفق في مهمتي الحالية ومسيرتي التدريبية.